كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 11)

في بطن واحد، وكان عمرهما مائة وسبعًا وأربعين سنة (¬١). (ز)

٣٨٣٦٤ - عن ثابت بن أسلم البُناني، قال: لَمّا حضر يعقوبَ الموتُ قال ليوسف: إني أسألك خصلتين، وأُعطيك خصلتين؛ أسألك أن تعفو عن إخوتك ولا تُعاقبهم بما صنعوا بك، وأسألك إذا أنا مِتُّ أن تحملني فتدفنني مع آبائي إبراهيم وإسحاق، وأُعطيك أن تُغمضني عند الموت، وأن أُدخِل ابنين لك في الأسباط. فلمّا وضع يوسفُ يده على وجه أبيه ليُغمضه فتح عينيه، ثم قال: يا بُني، إنّ هذا مِن الأبناء للآباء عند الله عظيم (¬٢). (٨/ ٣٤٣)

٣٨٣٦٥ - عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- قال: فلمّا حضر يعقوبَ الموتُ أوصى إلى يوسفَ أن يدفنه عند إبراهيم وإسحاق، فمات، فنفخ فيه المُرّ (¬٣)، ثم حمله إلى الشام. قال: فلما بلغوا إلى ذلك المكان أقبل عيصا أخو يعقوب، فقال: غلبني على الدعوة، فواللهِ، لا يغلبني على القبر، فأبى أن يتركهم أن يدفنوه، فلمّا احتبسوا قال هشام بن دان بن يعقوب -وكان هشام أصمَّ- لبعض إخوته: ما لِجَدِّي لا يُدْفَن؟ قالوا: هذا عمُّك يمنعه. قال: أرونيه أين هو؟ فلمّا رآه رفع هشام يده، فوَجَأ بها رأس العيص وجْأَةً سقطت عيناه على فخِذ يعقوب، فدُفِنا في قبر واحد (¬٤). (٨/ ٢٠٠) (ز)

٣٨٣٦٦ - عن مالك بن دينار: أنّ يعقوب - عليه السلام - لَمّا نُقِل قال لابنه يوسف - عليه السلام -: أدخِل يدك تحت صُلْبِي، فاحلِف لي بربِّ يعقوب لَتَدْفِنَنِّي مع آبائي؛ فإني قد أشركتهم في العمل، فأشْرِكْني معهم في قبورهم. فلمّا تُوُفِّي يعقوبُ فعل ذلك يوسف؛ حمله مِن مصر، حتى أتى به أرض كنعان، فدفنه معهم (¬٥). (٨/ ٣٤٤)

٣٨٣٦٧ - قال مقاتل بن سليمان: مات يعقوبُ قبل يوسف بسنتين، ودُفِن يعقوب والعيصُ بن إسحاق في قبر واحد، وخرجا مِن بطن واحد في ساعة واحدة (¬٦). (ز)
---------------
(¬١) تفسير الثعلبي ٥/ ٢٦٠، وتفسير البغوي ٤/ ٢٨١.
(¬٢) عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(¬٣) المُرُّ: دواء كالصَّبِر؛ سمي به لمرارته. النهاية (مرر).
(¬٤) أخرجه ابن جرير ١٣/ ٣٦٩، وابن أبي حاتم ٧/ ٢٢٠٥.
(¬٥) عزاه السيوطي إلى أحمد في الزهد.
(¬٦) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٣٥١.

الصفحة 791