كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 11)

قال: إنّ يوسف أُلْقِيَ في الجُبِّ وهو ابنُ سبع عشرة سنة، وغاب عن أبيه ثمانين سنة، وعاش بعد ما لقي أباه وجمع الله له شملَه ورأى تأويل رؤياه ثلاثًا وعشرين سنة، ومات وهو ابنُ عشرين ومائة سنة، فلمّا جمع الله له شملَه ورأى تأويل رؤياه اشتاق إلى ربِّه، فقال: {توفني مسلما وألحقني بالصالحين}. يعني بآبائه: إبراهيم، وإسحق، ويعقوب. قال الحسن البصري: وكذلك العبدُ الصالحُ يشتاق إلى ربه عز وجل (¬١). (٨/ ٣٤١)

٣٨٣٨٦ - عن وهب بن مُنَبِّه -من طريق ابنه إدريس- قال: لَمّا أُوتي يوسف مِن الملك ما أُوتِيَ تاقت نفسُه إلى آبائه، قال: {رب قد ءاتيتنى من الملك} إلى قوله: {وألحقنى بالصالحين}. قال: بآبائه إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب (¬٢). (٨/ ٣٤٥)

٣٨٣٨٧ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: لَمّا قدِم على يوسف أبواه وإخوتُه، وجمع الله شملَه، وأقرَّ عينَه، وهو يومئذ مغموسٌ في بيت نعيمٍ من الدنيا؛ اشتاق إلى آبائه الصالحين؛ إبراهيم وإسحاق ويعقوب، فسأل اللهَ القبضَ، ولم يَتَمَنَّ الموتَ أحدٌ قطُّ نبيٌّ ولا غيره إلا يوسف (¬٣). (٨/ ٣٤٥)

٣٨٣٨٨ - قال مقاتل بن سليمان: قال: {وألحقني بالصالحين}، يعني: أباه يعقوب، وإسحاق، وإبراهيم (¬٤). (ز)

٣٨٣٨٩ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: قال يوسف حين رأى ما رأى مِن كرامة الله وفضلِه عليه وعلى أهل بيته حين جمع اللهُ له شملَه، وردَّه على والده، وجمع بينه وبينه فيما هو فيه مِن المُلْك والبَهْجَة: {يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا} إلى قوله: {إنه هو العليم الحكيم}. ثم ارْعَوى يوسف، وذكر أنّ ما هو فيه مِن الدنيا بائِدٌ وذاهِب، فقال: {رب قد آتيتني من الملك وعلمتني
---------------
(¬١) تفسير مجاهد ص ٤٠١ مطولًا، وأَخرجه ابن أبي شيبة ١١/ ٥٦٤، وأحمد في الزهد ص ٨٠ - ٨١، وابن عبد الحكم في فتوح مصر ص ١٩، وابن جرير ١٣/ ٣٦٠، وابن أبي حاتم ٧/ ٢٢٠٢، والحاكم ٢/ ٥٧١، وفيه: وأُلْقِيَ في الجُبِّ وهو ابن اثنتي عشرة سنة. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن مردويه مختصرًا.
(¬٢) أخرجه ابن أبي حاتم ٧/ ٢٢٠٥ - ٢٢٠٦.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ١٣/ ٣٦٥ - ٣٦٦ بنحوه، وابن أبي حاتم ٧/ ٢٢٠٥ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى أحمد في الزهد.
(¬٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٣٥٢.

الصفحة 795