كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 11)

كُذِبُوا. فقال الضحاك: لو رحلتُ في هذه إلى اليمن لكان قليلًا (¬١). (٨/ ٣٥٥)

٣٨٤٧١ - عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن السائب- قال: اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِن قومهم أن يُؤْمِنوا، وظنَّ قومُهم أنّ الرُّسُلَ قد كَذَبوا؛ جاءهم نصرُنا، فننجي مَن نشاء (¬٢). (ز)

٣٨٤٧٢ - عن سعيد بن جبير -من طريق أبي بشر- أنّه قال في هذه الآية: {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا}، قُلتُ: كُذِبوا! قال: نعم، ألم يكونوا بشرًا؟ (¬٣). (ز)

٣٨٤٧٣ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جُرَيْج- أنّه قرأها: (كَذَبُوا) بفتح الكاف، والتخفيف. قال: استيأس الرسلُ أن يُعَذَّبَ قومُهم، وظنَّ قومُهم أنّ الرسلَ قد كَذَبوا، {جاءهم نصرنا} قال: جاء الرسلَ نصرُنا. قال مجاهد: قال في المؤمن: {فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم} [غافر: ٨٣] قال: قولهم: نحن أعلم منهم، ولن نُعذَّبَ. وقوله: {وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} قال: حاق بهم ما جاءت به رسلهم مِن الحَقِّ (¬٤) [٣٤٦٨]. (٨/ ٣٥٦)

٣٨٤٧٤ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {حتى إذا استيأس الرسل} أنّ يُصَدِّقَهم قومُهم، وظنَّ قومُهم أن الرسلَ قد كذبوا (¬٥) جاء الرسلَ نصرُنا (¬٦). (ز)
---------------
[٣٤٦٨] هذا القولُ الذي قاله مجاهد مَبْنِيٌّ على قراءة (كَذَبُوا) بالفتح، وهو ما انتقده ابنُ جرير (١٣/ ٣٩٩) مستندًا لإجماع القراء، فقال: «وهذه القراءة لا أستجيز القراءة بها؛ لإجماع الحجة من قراء الأمصار على خلافها». ثم قال: «ولو جازت القراءة بذلك لاحتمل وجهًا من التأويل، وهو أحسن مِمّا تأوله مجاهد، وهو: {حتى إذا استيأس الرسل} من عذاب الله قومَها المكذبة بها، وظنَّت الرسلُ أنّ قومها قد كذبوا وافتروا على الله بكفرهم بها. ويكون الظن مُوَجَّهًا حينئذ إلى معنى العلم، على ما تأوله الحسن وقتادة».
_________
(¬١) أخرجه ابن جرير ١٣/ ٣٨٧ - ٣٨٨. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(¬٢) أخرجه سعيد بن منصور (ت: سعد آل حميد) ٥/ ٤١٣ (١١٤٨).
(¬٣) أخرجه ابن جرير ١٣/ ٣٩٤.
(¬٤) أخرجه ابن جرير ١٣/ ٣٩٨ - ٣٩٩.
(¬٥) لم تضبط في المصدر، وتحتمل أن تكون (كَذَبُوا) على معنى قراءة مجاهد السابقة، أو {كُذِبُوا} بضم الكاف وكسر الذال على معنى القراءة الصحيحة.
(¬٦) تفسير مجاهد ص ٤٠٢.

الصفحة 811