كتاب التمهيد - ابن عبد البر - ت بشار (اسم الجزء: 11)
قولِهِ في مَسِّ ذكَرِ الصَّبيِّ، والحيِّ، والميِّتِ: عطاءٌ، وأبو ثورٍ. ووافقهُ على إيجابِ الوُضُوءِ من مَسِّ الدُّبُرِ: عطاءٌ، والزُّهريُّ (¬١).
وكان عُروةُ يقولُ: من مسَّ أُنْثَييهِ فعليه الوُضُوءُ (¬٢).
قال أبو عُمر: النَّظرُ عِندي في هذا البابِ: أنَّ الوُضُوءَ لا يجِبُ إلّا على من مَسَّ ذكَرَهُ أو فرْجهُ، قاصِدًا مُفضيًا، وأمّا غيرُ ذلك منهُ، أو من غيرِهِ، فلا يُوجِبُه النَّظر (¬٣).
والأصلُ أنَّ الوُضُوءَ المُجتَمع عليه، لا ينتقِضُ إلّا بإجماع، أو بسنّةٍ ثابتةٍ، غيرِ محُتمِلةٍ للتَّأويلِ، فلا (¬٤) عيبَ على القائلِ بقولِ الكُوفيِّين، لأنَّ إيجابهُ من (¬٥) الصَّحابةِ لهم فيه ما تقدَّم ذِكرُهُ، وباللَّه التَّوفيقُ (¬٦).
---------------
(¬١) انظر: مصنَّف عبد الرزاق (٤٤٦)، والأوسط لابن المنذر ١/ ٣١٣ - ٣١٤.
(¬٢) أخرجه عبد الرزاق في المصنَّف (٤٤٥)، والدارقطني في سننه ١/ ٢٧٠ (٥٣٨).
(¬٣) في الأصل، م: "يوجبه الظاهر" بدل: "يوجبه النظر"، والمثبت من ي ١.
(¬٤) من هنا إلى آخر الفقرة لم يرد في ي ١.
(¬٥) في م: "عن"، والمثبت من الأصل.
(¬٦) جاء في حاشية الأصل: "بلغت المقابلة بحمد اللَّه وحسن عونه".