كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 11)
مِنْ طَرِيقِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ نَحْوَهُ وَمِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ بْنِ حِبَّانَ التَّيْمِيِّ شهِدت زيد بن أَرقم وَبعث إِلَيْهِ بن زِيَادٍ فَقَالَ مَا أَحَادِيثُ تَبْلُغُنِي أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَوْضًا فِي الْجَنَّةِ قَالَ حَدَّثَنَا بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَ أَحْمَدَ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِي سَبْرَةَ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ الْهُذَلِيِّ قَالَ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ مَا أُصَدِّقُ بِالْحَوْضِ وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ حَدَّثَهُ أَبُو بَرْزَةَ وَالْبَرَاءُ وَعَائِذُ بْنُ عَمْرٍو فَقَالَ لَهُ أَبُو سَبْرَةَ بَعَثَنِي أَبُوكَ فِي مَالٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَلَقِيَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو فَحَدَّثَنِي وَكَتَبْتُهُ بِيَدِي مِنْ فِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَوْعِدُكُمْ حَوْضِي الحَدِيث فَقَالَ بن زِيَادٍ حِينَئِذٍ أَشْهَدُ أَنَّ الْحَوْضَ حَقٌّ وَعِنْدَ أَبِي يَعْلَى مِنْ طَرِيقِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ دخلت على بن زِيَادٍ وَهُمْ يَذْكُرُونَ الْحَوْضَ فَقَالَ هَذَا أَنَسٌ فَقُلْتُ لَقَدْ كَانَتْ عَجَائِزُ بِالْمَدِينَةِ كَثِيرًا مَا يَسْأَلْنَ رَبَّهُنَّ أَنْ يَسْقِيَهُنَّ مِنْ حَوْضِ نَبِيِّهِنَّ وَسَنَدُهُ صَحِيحٌ وَرُوِّينَا فِي فَوَائِدِ الْعِيسَوِيِّ وَهُوَ فِي الْبَعْثِ لِلْبَيْهَقِيِّ مِنْ طَرِيقِهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ نَحْوُهُ وَفِيهِ مَا حَسِبْتُ أَنْ أَعِيشَ حَتَّى أَرَى مِثْلَكُمْ يُنْكِرُ الْحَوْضَ وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسٍ فِي صِفَةِ الْحَوْضِ وَسَيَأْتِيهِ قَوْمٌ ذَابِلَةٌ شِفَاهُهُمْ لَا يُطْعَمُونَ مِنْهُ قَطْرَةً مَنْ كَذَّبَ بِهِ الْيَوْمَ لَمْ يُصِبِ الشُّرْبَ مِنْهُ يَوْمَئِذٍ وَيَزِيدُ ضَعِيفٌ لَكِنْ يُقَوِّيهِ مَا مَضَى وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ الْكَلَامُ الْأَخِيرُ مِنْ قَوْلِ أَنَسٍ قَالَ عِيَاضٌ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ أَحَادِيثَ الْحَوْض عَن بن عُمَرَ وَأَبِي سَعِيدٍ وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَجُنْدُبٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَعَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ وَعقبَة بن عَامر وبن مَسْعُودٍ وَحُذَيْفَةَ وَحَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ وَالْمُسْتَوْرِدِ وَأَبِي ذَرٍّ وَثَوْبَانَ وَأَنَسٍ وَجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ وَرَوَاهُ غَيْرُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَأَبِي أُمَامَةَ وَأَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ وَخَوْلَةَ بِنْتِ قَيْسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ وَسُوَيْدِ بْنِ جَبَلَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ وَقَالَ النَّوَوِيُّ بَعْدَ حِكَايَةِ كَلَامِهِ مُسْتَدْرِكًا عَلَيْهِ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَرَوَاهُ غَيْرُهُمَا مِنْ رِوَايَةِ عُمَرَ وَعَائِذِ بْنِ عَمْرٍو وَآخَرِينَ وَجَمَعَ ذَلِكَ كُلَّهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْبَعْثِ بِأَسَانِيدِهِ وَطُرُقِهِ الْمُتَكَاثِرَةِ قُلْتُ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي هَذَا الْبَابِ عَنِ الصَّحَابَةِ الَّذِينَ نَسَبَ عِيَاضٌ لِمُسْلِمٍ تَخْرِيجَهُ عَنْهُمْ إِلَّا أُمَّ سَلَمَةَ وَثَوْبَانَ وَجَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ وَأَبَا ذَرٍّ وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ وَأَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْهُمَا أَيْضًا وَأَغْفَلَهُمَا عِيَاضٌ وَأَخْرَجَاهُ أَيْضًا عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ وَأَغْفَلَ عِيَاضٌ أَيْضًا نِسْبَةَ الْأَحَادِيثِ وَحَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ عِنْدَ أَحْمَدَ وَأَبِي عَوَانَةَ وَغَيْرِهِمَا وَحَدِيثُ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ عِنْدَ الْبَيْهَقِيِّ وَغَيْرِهِ وَحَدِيثُ خَوْلَةَ بِنْتِ قَيْسٍ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ وَحَدِيثُ أَبِي أُمَامَةَ عِنْدَ بن حِبَّانَ وَغَيْرِهِ وَأَمَّا حَدِيثُ سُوَيْدِ بْنِ جَبَلَةَ فَأَخْرَجَهُ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ فِي مُسْنَدِ الشَّامِيِّينَ وَكَذَا ذكره بن مَنْدَه فِي الصَّحَابَة وَجزم بن أَبِي حَاتِمٍ بِأَنَّ حَدِيثَهُ مُرْسَلٌ وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ فَغَلِطَ عِيَاضٌ فِي اسْمِهِ وَإِنَّمَا هُوَ الصُّنَابِحُ بْنُ الْأَعْسَرِ وَحَدِيثُهُ عِنْدَ احْمَد وبن مَاجَهْ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ وَلَفْظُهُ إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ وَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الْحَدِيثَ فَإِنْ كَانَ كَمَا ظَنَنْتُ وَكَانَ ضَبْطُ اسْمِ الصَّحَابِيِّ وَأَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ فَتَزِيدُ الْعِدَّةُ وَاحِدًا لَكِنْ مَا عَرَفْتُ مَنْ خَرَّجَهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ وَهُوَ صَحَابِيٌّ آخَرُ غَيْرُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيِّ التَّابِعِيِّ الْمَشْهُورِ وَقَوْلُ النَّوَوِيِّ إِنَّ الْبَيْهَقِيَّ اسْتَوْعَبَ طُرُقَهُ يُوهِمُ أَنَّهُ أَخْرَجَ زِيَادَةً عَلَى الْأَسْمَاءِ الَّتِي ذَكَرَهَا حَيْثُ قَالَ وَآخَرِينَ وَلَيْسَ كَذَلِكَ فَإِنَّهُ لَمْ يُخَرِّجْ حَدِيثَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَلَا سُوَيْدٍ وَلَا الصُّنَابِحِيِّ وَلَا خَوْلَةَ وَلَا الْبَرَاءِ وَإِنَّمَا ذَكَرَهُ عَنْ عُمَرَ وَعَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو وَعَنْ أَبِي بَرْزَةَ وَلَمْ أَرَ عِنْدَهُ زِيَادَةً إِلَّا مِنْ مُرْسَلِ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ فِي نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَى انا اعطيناك الْكَوْثَر وَقَدْ جَاءَ فِيهِ عَمَّنْ لَمْ يَذْكُرُوهُ جَمِيعًا من حَدِيث بن عَبَّاسٍ كَمَا تَقَدَّمَ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الْكَوْثَرِ وَمن حَدِيث
الصفحة 468