كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 11)

بن عُمَرَ فِيهِ أَبَارِيقُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ قَوْلُهُ مَنْ شَرِبَ مِنْهَا أَيْ مِنَ الْكِيزَانِ وَفِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ مَنْ شَرِبَ مِنْهُ أَيْ مِنَ الْحَوْضِ فَلَا يَظْمَأُ أَبَدًا فِي حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ الْآتِي قَرِيبًا مَنْ مَرَّ عَلِيَّ شَرِبَ وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا وَفِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ مَنْ وَرَدَهُ فَشَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا وَهَذَا يُفَسِّرُ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ مَنْ مَرَّ بِهِ شَرِبَ أَيْ مَنْ مَرَّ بِهِ فَمُكِّنَ مِنْ شُرْبِهِ فَشَرِبَ لَا يَظْمَأُ أَوْ مَنْ مُكِّنَ مِنَ الْمُرُورِ بِهِ شَرِبَ وَفِي حَدِيث أبي امامة وَلم يسود وَجه ابدا وَزَاد بن أَبِي عَاصِمٍ فِي حَدِيثِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ مَنْ صُرِفَ عَنْهُ لَمْ يُرْوَ أَبَدًا وَوَقَعَ فِي حَدِيثِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ عِنْدَ بن أَبِي الدُّنْيَا أَوَّلُ مَنْ يَرِدُ عَلَيْهِ مَنْ يَسْقِي كُلَّ عَطْشَانَ الْحَدِيثُ السَّابِعُ

[6580] قَوْلُهُ يُونُسُ هُوَ بن يَزِيدَ قَوْلُهُ حَدَّثَنِي أَنَسٌ هَذَا يَدْفَعُ تَعْلِيلَ من اعله بِأَن بن شِهَابٍ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْ أَنَسٍ لِأَنَّ أَبَا أويس رَوَاهُ عَن بن شِهَابٍ عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ عَن أنس أخرجه بن أَبِي عَاصِمٍ وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِيهِ بِهِ وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُ كَانَ عِنْد بن شِهَابٍ عَنْ أَخِيهِ عَنْ أَنَسٍ ثُمَّ سَمِعَهُ عَنْ أَنَسٍ فَإِنَّ بَيْنَ السِّيَاقَيْنِ اخْتِلَافًا وَقَدْ ذكر بن أبي عَاصِم أَسمَاء من رَوَاهُ عَن بن شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ بِلَا وَاسِطَةٍ فَزَادُوا عَلَى عَشْرَةٍ الْحَدِيثُ الثَّامِنُ حَدِيثُ أَنَسٍ مِنْ رِوَايَةِ قَتَادَةَ عَنْهُ

[6581] قَوْلُهُ بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ سُورَةِ الْكَوْثَرِ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ وَفِي أَوَاخِرِ الْكَلَامِ عَلَى حَدِيثِ الْإِسْرَاءِ فِي أَوَائِلِ التَّرْجَمَةِ النَّبَوِيَّةِ وَظَنَّ الدَّاوُدِيُّ أَنَّ الْمُرَادَ أَنَّ ذَلِكَ يَكُونُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقَالَ إِنْ كَانَ هَذَا مَحْفُوظًا دَلَّ عَلَى أَنَّ الْحَوْضَ الَّذِي يُدْفَعُ عَنْهُ أَقْوَامٌ غَيْرُ النَّهَرِ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ أَوْ يَكُونُ يَرَاهُمْ وَهُوَ دَاخِلَ الْجَنَّةِ وَهُمْ مِنْ خَارِجِهَا فَيُنَادِيهِمْ فَيَصْرِفُونَ عَنْهُ وَهُوَ تَكَلُّفٌ عَجِيبٌ يُغْنِي عَنْهُ أَنَّ الْحَوْضَ الَّذِي هُوَ خَارِجَ الْجَنَّةِ يُمَدُّ مِنَ النَّهَرِ الَّذِي هُوَ دَاخِلَ الْجَنَّةِ فَلَا إِشْكَالَ أَصْلًا وَقَوْلُهُ فِي آخِرِهِ طِيبُهُ أَوْ طِينُهُ شَكَّ هُدْبَةُ هَلْ هُوَ بِمُوَحَّدَةٍ مِنَ الطِّيبِ أَوْ بِنُونٍ مِنَ الطِّينِ وَأَرَادَ بِذَلِكَ أَنَّ أَبَا الْوَلِيدِ لَمْ يَشُكَّ فِي رِوَايَتِهِ أَنَّهُ بِالنُّونِ وَهُوَ الْمُعْتَمَدُ وَتَقَدَّمَ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الْكَوْثَرِ مِنْ طَرِيقِ شَيْبَانَ عَنْ قَتَادَةَ فَأَهْوَى الْمَلَكُ بِيَدِهِ فَاسْتَخْرَجَ مِنْ طِينِهِ مِسْكًا أَذْفَرَ وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْبَعْثِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَنَسٍ بِلَفْظِ تُرَابُهُ مِسْكٌ الْحَدِيثُ التَّاسِعُ حَدِيثُ أَنَسٍ أَيْضًا مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ بن صُهَيْبٍ عَنْهُ

[6582] قَوْلُهُ أُصَيْحَابِي بِالتَّصْغِيرِ وَفِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ أَصْحَابِي بِغَيْرِ تَصْغِيرٍ قَوْلُهُ فَيَقُولُ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ فَيُقَالُ وَقَدْ ذُكِرَ شَرْحُ مَا تضمنه فِي شرح حَدِيث بن عَبَّاسٍ الْحَدِيثُ الْعَاشِرُ وَالْحَادِي عَشَرَ حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلٍ وَعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ

[6583] قَوْلُهُ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا بِسُكُونِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ فِيهِمَا وَيَجُوزُ ضَمُّهَا وَمَعْنَاهُ بُعْدًا بُعْدًا وَنُصِبَ بِتَقْدِيرِ أَلْزَمَهُمُ الله ذَلِك قَوْله وَقَالَ بن عَبَّاس سحقا بعدا وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ رِوَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْهُ بِلَفْظِهِ قَوْلُهُ يُقَالُ سَحِيقٌ بَعِيدٌ هُوَ كَلَامُ أَبِي عُبَيْدَةَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سحيق السَّحِيقُ الْبَعِيدُ وَالنَّخْلَةُ السَّحُوقُ الطَّوِيلَةُ قَوْلُهُ سَحَقَهُ وَأَسْحَقهُ أَبْعَدَهُ ثَبَتَ هَذَا فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ وَهُوَ مِنْ كَلَامِ أَبِي عُبَيْدَةَ أَيْضًا قَالَ يُقَالُ سَحَقَهُ اللَّهُ وَأَسْحَقهُ أَيْ أَبْعَدَهُ وَيُقَالُ بَعُدَ وَسُحِقَ إِذَا دَعَوْا عَلَيْهِ وَسَحَقَتْهُ الرِّيحُ أَيْ طَرَدَتْهُ وَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ يُقَالُ سَحَقَهُ إِذَا اعْتمد عَلَيْهِ بِشَيْءٍ فَفَتَنَهُ وَأَسْحَقَهُ أَبْعَدَهُ وَقَدْ تَقَدَّمَ شرح حَدِيث بن عَبَّاسٍ فِي هَذَا فِي بَابُ كَيْفَ الْحَشْرُ الحَدِيث الثَّانِي عشر

[6585] قَوْلُهُ وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ إِلَخْ وَصَلَهُ أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ وَأَبِي الْحَسَنِ الْمَيْمُونِيِّ قَالَا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ بِهِ وَيُونُس هُوَ بن يَزِيدَ نَسَبَهُ أَبُو عَوَانَةَ فِي رِوَايَتِهِ هَذِهِ وَكَذَا أَخْرَجَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي مُسْتَخْرَجَيْهِمَا مِنْ طرق عَن احْمَد بن شبيب قَوْلُهُ فَيُجْلَوْنَ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَسُكُونِ الْجِيمِ وَفَتْحِ اللَّامِ أَيْ يُصْرَفُونَ وَفِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ بِفَتْحِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ بَعْدَهَا هَمْزَةٌ مَضْمُومَةٌ قَبْلَ الْوَاوِ وَكَذَا لِلْأَكْثَرِ وَمَعْنَاهُ يُطْرَدُونَ وَحَكَى بن التِّينِ أَنَّ بَعْضَهُمْ ذَكَرَهُ بِغَيْرِ هَمْزَةٍ قَالَ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَهْمُوزٌ فَكَأَنَّهُ سَهَّلَ الْهَمْزَةَ قَوْلُهُ إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا هَذَا يُوَافِقُ تَفْسِيرَ قَبِيصَةَ الْمَاضِي فِي بَابُ كَيْفَ الْحَشْرُ قَوْلُهُ عَلَى أَعْقَابِهِمْ فِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ عَلَى أَدْبَارِهِمْ

الصفحة 473