كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 11)
أَبِي بَكْرٍ فَذَكَرَهُ قَوْلُهُ وَسَيُؤْخَذُ نَاسٌ دُونِي هُوَ مُبين لقَوْله فِي حَدِيث بن مَسْعُودٍ فِي أَوَائِلِ الْبَابِ ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي وَأَن المُرَاد طَائِفَة مِنْهُم قَوْله فَأَقُول يارب مِنِّي وَمِنْ أُمَّتِي فِيهِ دَفْعٌ لِقَوْلِ مَنْ حَمَلَهُمْ عَلَى غَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَوْلُهُ هَلْ شَعَرْتَ مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ أَشْخَاصَهُمْ بِأَعْيَانِهَا وَإِنْ كَانَ قَدْ عَرَفَ أَنَّهُمْ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِالْعَلَامَةِ قَوْلُهُ مَا بَرِحُوا يَرْجِعُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ أَيْ يَرْتَدُّونَ كَمَا فِي حَدِيثِ الْآخَرِينَ قَوْلُهُ قَالَ بن أَبِي مُلَيْكَةَ هُوَ مَوْصُولٌ بِالسَّنَدِ الْمَذْكُورِ فَقَدْ أخرجه مُسلم بِلَفْظ قَالَ فَكَانَ بن أَبِي مُلَيْكَةَ يَقُولُ قَوْلُهُ أَنْ نَرْجِعَ عَلَى أَعْقَابِنَا أَوْ نُفْتَنَ عَنْ دِينِنَا أَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى أَنَّ الرُّجُوعَ عَلَى الْعَقِبِ كِنَايَةٌ عَنْ مُخَالَفَةِ الْأَمْرِ الَّذِي تَكُونُ الْفِتْنَةُ سَبَبَهُ فَاسْتَعَاذَ مِنْهُمَا جَمِيعًا قَوْلُهُ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ تَرْجِعُونَ عَلَى الْعَقِبِ هُوَ تَفْسِيرُ أَبِي عُبَيْدَةَ لِلْآيَةِ وَزَادَ نَكَصَ رَجَعَ عَلَى عَقِبَيْهِ تَنْبِيه أَخْرَجَ مُسْلِمٌ وَالْإِسْمَاعِيلِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ عَقِبَ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ اَلْخَامِسُ وَكَأَنَّ اَلْبُخَارِيَّ أَخَّرَ حَدِيثَ أَسْمَاءَ إِلَى آخَرِ اَلْبَابِ لِمَا فِي آخِرِهِ مِنَ الْإِشَارَةِ الْآخَرِيَّةِ اَلدَّالَّةِ عَلَى الْفَرَاغ كَمَا جرى بالاستقراء من عَادَته انه يُخْتَمَ كُلُّ كِتَابٍ بِالْحَدِيثِ اَلَّذِي تَكُونُ فِيهِ اَلْإِشَارَةُ إِلَى ذَلِكَ بِأَيِّ لَفْظٍ اتَّفَقَ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ خَاتِمَة اشْتَمَلَ كِتَابُ اَلرِّقَاقِ مِنَ الْأَحَادِيثِ اَلْمَرْفُوعَةِ عَلَى مِائَةٍ وَثَلَاثَةٍ وَتِسْعِينَ حَدِيثًا الْمُعَلَّقُ مِنْهَا ثَلَاثَةٌ وَثَلَاثُونَ طَرِيقًا وَالْبَقِيَّةُ مَوْصُولَةٌ الْمُكَرَّرُ مِنْهَا فِيهِ وَفِيمَا مَضَى مِائَةٌ وَأَرْبَعَةٌ وَثَلَاثُونَ وَالْخَالِصُ تِسْعَةٌ وَخَمْسُونَ وَافَقَهُ مُسْلِمٌ عَلَى تَخْرِيجِهَا سوى حَدِيث بن عُمَرَ كُنْ فِي اَلدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ وَحَدِيثِ بن مَسْعُودٍ فِي اَلْخَالِطِ وَكَذَا حَدِيثِ أَنَسٍ فِيهِ وَحَدِيثِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فِي نُزُولِ أَلْهَاكُمُ التكاثر وَحَدِيث بن مَسْعُودٍ أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ وَحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَعْذَرَ اَللَّهُ إِلَى امْرِئٍ وَحَدِيثِهِ اَلْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ وَحَدِيثِهِ مَا لِعَبْدِي اَلْمُؤْمِنِ إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ وَحَدِيثِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلزُّبَيْرِ لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادٍ مِنْ ذَهَبٍ وَحَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ مَنْ يَضْمَنُ لِي وَحَدِيثِ أَنَسٍ إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالًا وَحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا وَحَدِيثه بعثت انا والساعة كهاتين وَحَدِيثه فِي بَعْثِ اَلنَّارِ وَحَدِيثِ عُمْرَانَ فِي اَلْجَهَنَّمِيِّينِ وَحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ لَا يَدْخُلُ أَحَدٌ الْجَنَّةَ إِلَّا أُرِيَ مَقْعَدَهُ وَحَدِيثِ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِيمَنْ يُدْفَعُ عَنِ اَلْحَوْضِ فَإِنَّ فِيهِ زِيَادَاتٍ لَيْسَتْ عِنْدَ مُسْلِمٍ وَفِيهِ مِنَ الْآثَارِ عَنِ الصَّحَابَةِ فَمَنْ بَعْدَهُمْ سَبْعَةَ عَشَرَ أَثَرًا وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ
الصفحة 476