كتاب فتح البيان في مقاصد القرآن (اسم الجزء: 11)

وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (118) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآخِرِينَ (119) سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (120) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (121) إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (122) وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (129) سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132) وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134)
(وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) أي القيم الذي لا اعوجاج فيه وهو دين الإسلام فإنه الطريق الموصلة إلى الحق والصواب عقلاً وسمعاً أو إلى المطلوب وهو الجنة
(وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآخِرِينَ (119) سَلَامٌ) منا (عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ) أي أبقينا عليهما في الأمم المتأخرة الثناء الجميل وقد قدمنا الكلام في السلام وكذلك تقدم في هذه السورة تفسير قوله
(إنا كذلك) أي كما جزيناهما (نجزي المحسنين
إنهما من عبادنا المؤمنين) تعليل لإحسانهما بالإيمان وإظهار لجلالة قدره وأصالة أمره.
(وإن إلياس لمن المرسلين) قال المفسرون هو نبي من أنبياء بني إسرائيل وقصته مشهورة مع قومه، قيل: وهو إلياس بن ياسين من سبط هرون أخي موسى، قال ابن إسحق وغيره: كان إلياس هو القيم بأمر بني إسرائيل بعد يوشع، وقال قتادة: هو إدريس، وقيل: هو ابن عم اليسع والأول أولى.
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الخضر هو إلياس " (¬1)
¬_________
(¬1) ضعيف الجامع 2940.

الصفحة 417