كتاب عون المعبود وحاشية ابن القيم (اسم الجزء: 11)

وقال في فتح الودود عن ثِيَابٌ مِنْ أَرْدَأِ الْكَتَّانِ وَفِي الصُّرَاحِ خَيْشٌ كتان خشك (وَأَنَا أَكْسَى أَصْحَابِي) أَكْسَى أَفْعَلُ التَّفْضِيلِ أَيْ وَأَنَا أَفْضَلُهُمْ كِسْوَةً
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي إِسْنَادِهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَفِيهِ مَقَالٌ

[4033] (يَا بُنَيَّ) بِضَمِّ الْبَاءِ وَفَتْحِ النُّونِ وَشَدَّةِ الْيَاءِ (لَوْ رَأَيْتَنَا إِلَى قَوْلِهِ قَدْ أَصَابَتْنَا السَّمَاءُ) أَيْ لَوْ رَأَيْتَنَا حَالَ كَوْنِنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَالَ كَوْنِنَا قَدْ أَصَابَتْنَا السَّمَاءُ فَالْجُمْلَتَانِ وَقَعَتَا حَالَيْنِ مُتَرَادِفَيْنِ أَوْ مُتَدَاخِلَيْنِ (حَسِبْتَ أَنَّ رِيحَنَا رِيحُ الضَّأْنِ) أَيْ لِمَا عَلَيْنَا مِنْ ثِيَابِ الصُّوفِ وَأَحَادِيثُ الْبَابِ تَدُلُّ عَلَى جَوَازِ لُبْسِ الصُّوفِ والشعر
قال الحافظ في الفتح قال بن بَطَّالٍ كَرِهَ مَالِكٌ لُبْسَ الصُّوفِ لِمَنْ يَجِدُ غَيْرَهُ لِمَا فِيهِ مِنَ الشُّهْرَةِ بِالزُّهْدِ لِأَنَّ إِخْفَاءَ الْعَمَلِ أَوْلَى
قَالَ وَلَمْ يَنْحَصِرِ التَّوَاضُعُ فِي لُبْسِهِ بَلْ فِي الْقُطْنِ وَغَيْرِهِ مَا هُوَ بِدُونِ ثَمَنِهِ انْتَهَى
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ الترمذي وبن ماجه وقال الترمذي صحيح

(باب لبس المرتفع)
أي الرفيع من الثياب

[4034] (أَنَّ مَلِكَ ذِي يَزَنَ) فِي الْقَامُوسِ يَزَنُ مُحَرَّكَةٌ وَادٍ وَيُمْنَعُ لِوَزْنِ الْفِعْلِ وَالتَّعْرِيفِ وَأَصْلُهُ يَزَانُ وَبَطْنٌ مِنْ حِمْيَرَ وَذُو يَزَنَ مَلِكٌ لِحِمْيَرٍ لِأَنَّهُ حَمِيُّ ذَلِكَ الْوَادِي (أَخَذَهَا) الضَّمِيرُ الْمَرْفُوعُ يَرْجِعُ إِلَى مَلِكِ ذِي يَزَنَ وَالْمَنْصُوبُ إِلَى الْحُلَّةِ (فَقَبِلَهَا) أَيْ فَقَبِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ الْحُلَّةَ
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي إِسْنَادِهِ عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ أَبُو سَلَمَةَ وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ غَيْرُ وَاحِدٍ

الصفحة 54