كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 11)

وشهد الفرزدق عند إياس بشهادة فقال: قد أجزنا شهادة أبي فراس، ولكن زيدونا شاهدا، فقام الفرزدق مسرورا، فقيل له: إنه والله ما أجاز شهادتك ولو أجازها لم يستزد شاهدا، فقال: ولم لا يرد شهادتي وقد قذفت ألف محصنة وقال:
أتيت إياسا شاهدا فأجازني ... إجازة مقبول الشهادة صادق
وما اعتاض مني شاهدا ليردني ... إياس ولكن أخذه بالوثائق
[1] وكان إياس يقول: الشيبوط [2] من البني. والشيم [3] كالبغل بين الفرس والحمار، وليس ثم نسل به.
وقال رجل لإياس: أنا أعرف مثل ما تعرف، فنظر إياس إلى صدع في الأرض فقال: ما هذا الصدع؟ قال: لا أدري. فقال إياس: فيه دابة، فكان كما قال إياس فقال له إياس: يا بن أخي أن الأرض لا تنصدع إلا عن دابة أو نبات.
وسمع إياس عواء كلب فقال: كان هذا الكلب مربوطا ثم أطلق، أما سمعتموه يأتي صوته من جهة واحدة، ثم اختلف فقرب وبعد حين أطلق.
ونظر إياس إلى رجل في المسجد فقال: هو: غريب، أعور، معلم، قد ذهب له غلام سندي، فوجد كما قال، فقال: إني رأيته كالمتحير فعلمت أنه غريب لا يألف المكان، ويلتفت بجمعه إذا التفت، فقلت
__________
[1] ليسا في ديوان الفرزدق المطبوع.
[2] سمك دقيق الذنب، عريض الوسط.
[3] الشيم: سمك. القاموس.

الصفحة 348