كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 11)
ومنهم: المنذر بن حسان بن ضرار شرك في دم مهران الفارسي يوم النخيلة، في أيام عمر بن الخطاب، فأعطي بعض سلبه.
وسلمة بن عمرو بن ضرار، شهد فتح الري.
ومنهم: عبد الله بن شبرمة [1] بن الطفيل بن هبيرة بن المنذر بن حسان بن ضرار،
ولي قضاء الكوفة وسوادها لأبي جعفر أمير المؤمنين، وكان فقيها نبيلا، وكان صديقا لابن المقفع فزعموا أنه قال: الرائد رائدان:
رائد يكذب، ورائد لا يكذب، فأما الكاذب فسلم بن قتيبة أطلعته مني على خلة فاغفلني، ومر بي ابن المقفع وأنا ملزوم فصفحني ومضى، فقيل لي:
هذا صديقك مر بك وأنت على هذه الحال فلم يعرج عليك. فقلت: أنا به واثق وإن وراء هذا من أمره لخير. فلم ألبث أن أتاني غلامه بحقة فيها حلي ذهب وجوهر ثمين فقال: يقول لك سيدي إني رأيتك على تلك الحال فغمني أمرك، ولم أكن على ثقة من أن هذا في منزلي حتى أخبرني أهلي أنه عندهم وجاؤوا به لي إذ شكوت إليهم اهتمامي بأمرك فبعه واقض دينك، واستعن بباقي ثمنه على دهرك. وكان عبد الله بن شبرمه يكنى أبا شبرمه وهو القائل:
هذا الزمان الذي كنا نحذره ... في قول سعد وفي قول ابن مسعود
إن دام ذا العيش لم نحزن على أحد ... منا يموت ولم نفرح بمولود
فقال ابن شبرمة: مواضع الصمت المحمود قليلة ومواضع الكلام المحمود كثيرة.
وروي عنه أنه قال: عجبا لمن يحتمي من الطعام مخافة الداء كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة النار.
__________
[1] بهامش الأصل: ابن شبرمة.
الصفحة 369
402