كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 11)
وقال: رأس المروءة صلة الرحم، ومن آثر بصلة غير ذوي رحمه ومنعهم فضله كان كمن لبس لباس الرأس في الرجلين ولباس الرجلين في الرأس.
وكان يقول: إياك وعزة الغضب فإنها تحوجك إلى ذلة الاعتذار.
وكان يقول: الرأي ضالة فاستدلل عليها بالمشاورة.
وقال ابن شبرمة: ليس حسدك صاحبك أن تتمنى مثل نعمته، ولكنه أن تتمنى زوالها عنه.
وكان يقول: من حسن خلقه لم تملل معاشرته.
وحدثني عبد الله بن صالح عن أبي زبيد قال: قال ابن شبرمه: ما عرفت من رجل كذبا إلا استوحشت من النظر إليه فضلا عن استماع كلامه وحديثه.
ومات عبد الله بن شبرمه بالكوفة سنة أربع وأربعين ومائة.
وروي عنه أنه قال: ما طولب كريم بمثل التأني والرفق.
والقعقاع بن شبرمه، ويزيد بن القعقاع بن شبرمه.
ومنهم: مثجور بن غيلان بن خرشة بن عمرو بن ضرار بن عمرو،
كان شريفا عالما بأنساب الناس وأيامهم، وكان الحجاج ولاه ابن قباذ، ثم قدم عليه وقد بنى الديماس فقال: أدخلوه إياه حتى ينظر إليه، فأدخلوه فلما خرج منه قال: كيف رأيته؟ قال: مدخل سوء. قال: فلا تعرض نفسك له. قال: والله لا أدخله أبدا. فقال: ارجع إلى عملك، فانكسر عليه خراج من خراجه لاعتلال أهل الخراج فيه عليه وادعائهم مظالم امتنعوا لها من الأداء، فلما انتشر أمره واستبطأه الحجاج هرب إلى جنديسابور بالأهواز
الصفحة 370
402