كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 11)

أَخْلِصُوا أَعْمَالَكُمْ وَلا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ إِذَا عَفَا عَنْ مَظْلَمَةٍ تَرَكْتُهَا لِلَّهِ وَلِوُجُوهِكُمْ، وَلا يَصِلُ أحدكم رحمة الله ثُمَّ يَقُولُ هَذَا لِلَّهِ وَلِرَحِمِي، وَلا تُشْرِكُوا فِي أَعْمَالِكُمْ مَعَ اللَّهِ أَحَدًا فَإِنَّ اللَّهَ يقول يقوم الْقِيَامَةِ: مَنْ أَشْرَكَ مَعِيَ شَرِيكًا فِي عَمَلٍ عَمِلَهُ فَهُوَ لِشَرِيكِي وَلَيْسَ لِي مِنْهُ شَيْءٌ، فَإِنِّي لا أَقْبَلُ الْيَوْمَ إِلا عَمَلا صَالِحًا خَالِصًا.
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْن صَالِحِ بْن مُسْلِمٍ الْعِجْلِيُّ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلِ الصَّلاةِ مِنْ شَأْنِهِ، فَإِنَّمَا مَثَلُ الَّذِي يَقُومُ فِي الصَّلاةِ وَلَيْسَ مُقْبِلا عَلَيْهَا مَثَلُ بِرْذَوْنٍ فِي رَأْسِهِ مُخْلاةٍ لا عَلَفَ فِيهَا، فَمَنْ رَآهُ حَسِبَ أَنَّهُ يَأْكُلُ عَلَفًا، وَلَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ.
وروي عن الضحاك أنه أرسل إلى مؤذن له بشيء فلم يقبله فقال:
ولم، إذا لم يكن عندك شيء تجب فيه الزكاة فاقبل.
وقال الواقدي: كان مولد الضحاك بن قيس قبل وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
الْمَدَائِنِيّ قَالَ: بعث يَزِيد بْن مُعَاوِيَة الضحاك بْن قَيْس إلى ابن الزبير ليأخذ بيعته فأبى عليه، فقال الضحاك: إِن لَمْ تبايع طائعا بايعت كارها.
فَقَالَ ابن الزبير: يا ثعلبة بن ثعلبة تيس بحيرة يبيع الضربة بالقبضة، أراد الحقحقة فأخطأت استه الحفرة. يقال ضرب اللبن في سقائه، وهي الضربة، والجماع ضراب. وقالت امرأة لزوجها وقدم من سفر له معجلا للشبق: قبح الله ضربة أوقعت بك، فقال: قبح الله شعبا دخنت أسفله.
ثم إن الضحاك صار زبيريا بعد موت يزيد، والحقحقة: غاية الإسراع في السير.

الصفحة 48