كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 11)

أجنى، أشعر، آدم، يصبغ لحيته ورأسه بالحناء والكتم، وهاجر أبو عبيدة إلى أرض الْحَبَشَةِ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ، فِي قَوْلِ الْوَاقِدِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ.
وقال الهيثم بن عدي: هاجر في المرتين جميعا، وهاجر أبو عبيدة مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مَكَّة إِلَى المدينة، وشهد بدرا والمشاهد كلها، ونزل بالمدينة على كلثوم بن الهدم، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين سالم مولى أبي حذيفة، وبينه وبين محمد بن مسلمة الأوسي، ومات فِي طاعون عمواس بالشام سنة ثماني عشرة، وهو أمير، وفتح بالشام فتوحا قد ذكرتها في الكتاب الذي ألفته في أمور البلدان، وكان حين توفي ابن ثمان وخمسين سنة.
وكان لأبي عبيدة من الولد: يزيد، وعمير وأمهما هند بنت جابر بن أهيب- أو بنت وهب- بن ضباب بْن حجير من بني عامر بْن لؤي، فدرج ولده ولا عقب له. وقال بعضهم أسلمت أم أبي عبيدة وزوجها جميعا.
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، ثنا شُعْبَةُ، أنبأ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [ «لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ» ] .
وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ، ثنا الأَشْيَبُ عَنْ زُهَيْرٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: أَخِلائِي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ ثَلاثَةٌ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْن الْجَرَّاحِ.
وَحَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلامٍ، ثنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَرْقَانَ، ثنا ثَابِتُ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: لَوْ أَدْرَكَ أَبُو عُبَيْدَةَ هَذَا الْيَوْمَ لاسْتَخْلَفْتُهُ وَمَا شَاوَرْتُ فَإِنْ سُئِلْتُ عَنْهُ قُلْتُ: اسْتَخْلَفْتُ أَمِينَ اللَّهِ وَأَمِينَ رَسُولِهِ.

الصفحة 68