كتاب التفسير الوسيط لطنطاوي (اسم الجزء: 11)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

مقدّمة
1- سورة «السجدة» هي السورة الثانية والثلاثون في ترتيب المصحف، وكان نزولها بعد سورة «المؤمنون» ، أى: أنها من أواخر السور المكية.
قال الآلوسى ما ملخصه: وتسمى- أيضا- بسورة «المضاجع» . وهي مكية، كما روى عن ابن عباس.
وروى عنه أنها مكية سوى ثلاث آيات، تبدأ بقوله- تعالى-: أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً ... وهي تسع وعشرون آية في البصري. وثلاثون آية في المصاحف الباقية ... » «1» .
ومن فضائل هذه السورة ما رواه الشيخان عن أبى هريرة قال: كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الفجر يوم الجمعة الم. تَنْزِيلُ ... السجدة. وهَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ....
وروى الإمام أحمد عن جابر قال: «كان النبي- صلى الله عليه وسلم- لا ينام حتى يقرأ هذه السورة، وسورة تبارك» «2» .
2- وتبدأ هذه السورة الكريمة، بالثناء على القرآن الكريم، وببيان أنه من عند الله- تعالى-، وبالرد على الذين زعموا أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- قد افتراه من عند نفسه ...
ثم تسوق ألوانا من نعم الله- تعالى- على عباده، ومن مظاهر قدرته، وبديع خلقه، وشمول إرادته، وإحسانه لكل شيء خلقه ذلِكَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ. الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ، وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ.
3- ثم تذكر السورة الكريمة بعد ذلك جانبا من شبهات المشركين حول البعث والحساب، وترد عليها بما يبطلها، وتصور أحوالهم عند ما يقفون أمام خالقهم للحساب تصويرا مؤثرا مرعبا قال- تعالى-: وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ، رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا، فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ.
__________
(1) تفسير الآلوسى ج 21 ص 115. [.....]
(2) تفسير ابن كثير ج 6 ص 263.

الصفحة 139