كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 11)

قبره صلى الله عليه وسلم، واستدل عليه بالحديث، وهو الذي رواه وسمعه من أبيه الحسين، عن جده علي، وهو أعلم بمعناه من هؤلاء الضلال. وكذلك عن الحسن بن الحسن شيخ أهل بيته، كره أن يقصد الرجل القبر، إذا لم يكن يريد المسجد، ورأى أن ذلك من اتخاذه عيدا. فانظر إلى هذه السنة، كيف مخرجها من أهل المدينة، وأهل البيت الذين لهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم قرب نسبي، وقرب الدار، لأنهم إلى ذلك أحوج من غيرهم، وكانوا له أضبط.
والعيد إذا جعل اسما للمكان، فهو المكان الذي يقصد الاجتماع فيه، وانتيابه للعبادة عنده أو لغير العبادة، كما أن المسجد الحرام، ومزدلفة، وعرفة، جعلها الله عيدا، مثابة للناس يجتمعون فيها، وينتابونها للدعاء والذكر والنسك؛ وكان المشركون لهم أمكنة ينتابونها للاجتماع عندها، فلما جاء الإسلام محا الله ذلك كله.
فصل
[فصل في اتخاذ القبورأعيادا]
واعلم: أن في اتخاذ القبور أعيادا من المفاسد العظيمة التي لا يعلمها إلا الله، ما يغضب لأجله كل من في قلبه وقار لله، وغيرة على التوحيد.
فمن ذلك: الصلاة إليها، والطواف بها، وتقبيلها،

الصفحة 106