كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 11)

جائز.
ولا يخفى أنه ينافي الإخلاص، لما فيه من الإقبال على غير الله، والرغبة إليه، وجلب النفع والدفع منه، وكل هذا مردود بالآيات المحكمات، والأحاديث الصحيحة، كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، أنه قال: " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله" 1.
وكل ما كان يفعل هؤلاء مع الأموات، فليس فيه مستحب، ولا مباح، إلا زيارة القبور من غير شد رحل، لتذكر الآخرة، والاستعداد لما بعد الموت، من الإخلاص والعمل المشروع، من غير تحر لإجابة الدعاء عندها، والصلاة إليها، ولو كانت لله؛ فهذا محرم سدا لذريعة الشرك، وحماية لجناب التوحيد.
وأما قولهم في عصمة الأنبياء، فالذي عليه المحققون: أنه قد تقع منهم الصغائر، لكن لا يقرون عليها، وأما الكبائر فلا تقع منهم؛ وكل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مما ثبت عنه فهو حق، كما قال تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [سورة النجم آية: 3-4] ، كذلك تقريراته حق.
وأما قول أبي الوفاء ابن عقيل رحمه الله، فهو حق، وأعظمه خطاب الموتى بالحوائج، وكتب الرقاع، فيها: يا مولاي افعل كذا وكذا، وأخذ تربتها والتبرك بها، فهذا
__________
1 البخاري: أحاديث الأنبياء (3445) , وأحمد (1/23 ,1/24 ,1/47 ,1/55) .

الصفحة 510