كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 11)

فقال في رده: من هم هؤلاء الذين تقول إن موادتهم تحرم؟ يعني أنه لا وجود لهم، وأن الأمة ليس فيها من تحرم موادته، وشنع على شيخنا في دعوته الناس إلى أن يعبدوا الله وحده، ويتركوا عبادة ما سواه، فبنى أمره على هذا الأصل الفاسد.
وكلام هؤلاء يدور على أن هذا الشرك الذي وقع في الأمة، إما جائز، أو مستحب، ومن طالبهم بتركه فقد أخطأ وشق عليهم، وعرضهم لما يكرهونه.
وزعم أن شيخنا رحمه الله تعالى شق على الناس فيما نهاهم عنه من الشرك، وأمرهم به من إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، وعرضهم لحرب الدول; وذكر هذا في رده الذي وجدناه بعد وفاته بخطه في بريدة، أتى فيه من السب والشتم، والكذب والزور على شيخنا، ما يطول عده، ولا تنبغي حكايته.
وزعم في رده هذا أنه اجتمع بعبد الله بن سليمان في المدينة المنورة، فاستشاره هل يقدم على المسلمين بنجد أم لا؟ فأشار إليه المذكور أن لا يقدم عليهم، في زعمه أنه أنكر هذه الدعوة، وعد هذا من حججه الواهية؛ وعبد الله بن سليمان هذا قدم نجدا، وقرأ على شيخنا شيخ الإسلام في الاقتضاء، وصار يكتب لأولاده لا يبرح عندهم يكتب الرسائل والكتب؛ فإن كان ما أشار به عليه نصيحة فإنه لم ينصح نفسه بها.

الصفحة 513