كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 11)

على قبر الحسين وغيره من قبور أهل البيت.
وبالغوا في الغلو، وزخرفة البناء على قبورهم، وعبدوهم بأنواع العبادة، واستجلبوا غيرهم لعبادتهم، وتبعهم على ذلك أهل مصر، بنو عبيد القداح، وزعموا أنهم وجدوا رأس الحسن بعسقلان، فدفنوه بالقاهرة، وبنوا عليه مسجدا عظيما.
قال شيخ الإسلام: فلما كان بعد زمن البخاري من عهد بني بويه الديلمي، فشا في الرافضة التجهم، وأكثر أصول المعتزلة، وظهرت القرامطة ظهورا كثيرا، وجرت حوادث عظيمة، وعبدت الأموات في هذا المصر وغيره، حتى ادعوا فيهم التصرف في الكون من دون الله تعالى؛ فما زال هذا الشرك يزداد حتى ملأ الأرض قاصيها ودانيها، وما زال الغرباء ينكرونه، لكنهم أقل القليل لا يسمع لهم، ولا يطاع.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: " خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم. ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون؛ فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن. وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل " 1.
وفي حديث ثوبان الذي رواه مسلم، وأبو داود وغيرهما: "وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين، ولا تقوم الساعة حتى يلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى يعبد فئام
__________
1 مسلم: الإيمان (50) , وأحمد (1/458 ,1/461) .

الصفحة 517