كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 11)

ومن المعلوم: أن العلم في الكتاب والسنة، اختلس بالإعراض عن الآيات المحكمات، واتباع الأهواء والشبهات، فوقع ما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم؛ وهو علم من أعلام النبوة.
ولا يشك في وقوع ما أخبر به في هذه الأمة، إلا منكوس القلب من أعداء الرسل، نسأل الله العفو والعافية، وكيف ينكر ما هو موجود في العيان، مسموع بالآذان؟ ولا يجحد كونه هو الشرك الأكبر، إلا من استحوذ عليه الشيطان. نسأل الله لنا ولإخواننا المسلمين معرفة الحق وقبوله، ومعرفة الباطل وإنكاره، والثبات على الإيمان.
قال شيخ الإسلام، رحمه الله: وقد غلط في مسمى التوحيد طوائف من أهل النظر والكلام، ومن أهل الإرادة والعبادة، حتى قلبوا حقيقته ... إلى آخره.
وذكر في كتابه "العقل والنقل": أن أهل الكلام غلطوا في معنى لا إله إلا الله، وظنوا أن معناها: القادر على الاختراع، وهذا من توحيد الربوبية؛ وإنما مدلولها توحيد الإلهية، وهو صرف العبادة لله وحده؛ وهذا الذي ظنوه معنى لا إله إلا الله، قد أقر به مشركو العرب وغيرهم، ولم يجحدوه.
وأما الذي جحدوا فهو توحيد الإلهية وهي العبادة، فأبوا أن يخلصوا العبادة لله وحده، وأن يتركوا عبادة ما سواه

الصفحة 519