كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 11)

به، من عبادة الله وحده لا شريك له، قالت الرسل: {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ} .
وهذا يحتمل شيئين: أحدهما: أفي وجوده شك؟ فإن الفطر شاهدة بوجوده، مجبولة على الإقرار به؛ فإن الاعتراف ضروري في الفطر السليمة، ولكن قد يعرض لبعضها شك واضطراب، فيحتاج إلى النظر في الدليل الموصل إلى وجوده، ولهذا قالت لهم الرسل ترشدهم إلى طريق معرفته: فإنه فاطر السماوات والأرض الذي خلقهما وأبدعهما على غير مثال سبق، فإن شواهد الحدث والخلق، والتسخير، ظاهر عليها، فلا بد لها من صانع، وهو الله لا إله إلا هو خالق كل شيء، وإلهه ومليكه.
والمعنى الثاني، في قولهم: {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ} : أفي إلهيته شك؟ وتفرده بوجوب العبادة له شك؟ وهو الخالق لجميع الموجودات، فلا يستحق العبادة إلا هو وحده لا شريك له; فإن غالب الأمم كانت مقرة بالصانع، ولكن تعبد معه غيره من الوسائط، التي يظنونها تنفعهم، أو تقربهم إلى الله زلفى. انتهى كلامه رحمه الله تعالى. وهذا الإمام هو من بقايا أهل السنة; وكلام العلماء فيما حدث من الشرك، ومن أنكره كثير.
وقد ذكرنا في غير هذا الجواب كلام أبي الوفاء بن

الصفحة 521