كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 11)

عقيل، وابن أبي شامة، وابن وضاح، وصنع الله الحلبي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، والحافظ بن عبد الهادي، وابن رجب وغيرهم ممن لا يحصى؛ ومنهم من ابتلي عند إنكاره هذا الأمر، الذي وقع من الشرك والبدع، كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم،
والمقصود: بيان أن ما أخبر به النبي من حدوث الشرك في الأمة، واتباع أهل الكتاب من اليهود والنصارى، فيما غيروا وبدلوا، وافتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين، كل هذا وقع; ومن جهل عثمان أنه اعترض على شيخنا، رحمه الله تعالى، وأنكر قوله في كتاب التوحيد، على قوله صلى الله عليه وسلم: " من قال لا إله إلا الله" 1 إلى آخره.
قال شيخنا: فإنه لم يجعل التلفظ بها عاصما للدم والمال، بل ولا معرفة معناها مع لفظها، بل ولا الإقرار بذلك، بل ولا كونه لا يدعو إلا الله وحده لا شريك له; بل لا يحرم ماله ودمه، حتى يضيف إلى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله، فإن شك أو تردد لم يحرم ماله ودمه؛ قال هذا المخذول الضال: واغوثاه من هذا الكلام.
قلت: وهذا الذي ذكره شيخنا هو معنى لا إله إلا الله مطابقة، وهو معنى قوله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى}
__________
1 مسلم: الإيمان (23) , وأحمد (3/472 ,6/394) .

الصفحة 522