كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 11)

[سورة البقرة آية: 256] .
وهذا لا يشك فيه مسلم - بحمد الله -، ومن شك فيه فلم يكفر بالطاغوت؛ وكفى بهذا حجة على المعترض، وبيانا لجهله بالتوحيد، الذي هو أصل دين الإسلام وأساسه.
فرحم الله محمد بن شهاب الزهري، حيث يقول لعبد الملك بن مروان، لما ذكر العلماء في الأمصار، قال: إنما هو دين، من حفظه ساد، ومن ضيعه سقط. فلقد ساد شيخنا بهذا التوحيد، وبيانه والدعوة إليه. وهذا يبين حال هذا الرجل: أنه لم يعرف لا إله إلا الله؛ ولو عرف معنى لا إله إلا الله، لعرف أن من شك أو تردد في كفر من أشرك مع الله غيره، أنه لم يكفر بالطاغوت.
وقد تقدم له من نصرة الشرك وتأييد من نصره، ما يدل على أنه لم يتبين له معنى كلمة الإخلاص، وما دلت عليه من التوحيد، وما نفته من الشرك؛ وهذا ظاهر من قوله: لا يخفى على من له بصيرة في دينه؛ فظهر من حاله فيما وضعه وكتبه أنه يؤيد الشرك، ويوالي أهله، وينكر التوحيد ويعادي أهله؛ وهذا حقيقة ما وجدناه في كتبه بخطوطه، والله أعلم بما آل أمره في آخر حياته، هل راجع الله أم لا.
وأما شيخنا رحمه الله، فقد أقر له بالفضل كل من بلغته دعوته إلى التوحيد، من قريب أو بعيد، وقد خصه

الصفحة 523