كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 11)

الله تعالى بمعارضة أهل البدع في بدعتهم، وأهل الشرك في شركهم، وأهل الأهواء في أهوائهم.
وألف في دحض أقوالهم، وتزييف أمثالهم، وأجاب عن شبههم الشيطانية، ومعارضتهم النفسانية للشريعة الحنيفية المحمدية، بما منحه الله تعالى من البصائر الرحمانية، والدلائل النقلية، حتى انكشف قناع الحق، وبان - بما جمعه في ذلك وألفه - الكذب من الصدق، حتى لو أن أصحابها أحياء، ووفقوا لغير الشقاء، لأذعنوا له بالتصديق، ودخلوا في الدين العتيق.
ولقد وجب على كل من وقف عليها، وفهم ما لديها، أن يحمد الله على حسن توفيقه هذا الإمام، بنصرة الحق بالبراهين الواضحة العظام; ومن أراد اختبار صحة ما قلته، فلينظر بعين الإنصاف العري من الحسد والانحراف، لكن عدم التوفيق وغلبة الهوى، أوقع من أوقع في الضلال {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [سورة النور آية: 40] .
وقد حصل في دعوته مشابهة لما جرى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وإخوانه من المرسلين، من العز والظهور والتمكين، كما قال شيخ الإسلام رحمه الله: ويستدل بتخصيص الأنبياء، وأتباعهم بالنصر وحسن العاقبة، وتخصيص مكذبيهم بالخزي، وسوء العاقبة، على أنه يأمر ويحب ويرضى ما جاءت به الرسل، ويكره، ويسخط ما كان

الصفحة 524