كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 11)

قلبه بمحبة الشرك، وعبادة الأوثان، كقوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ [سورة الإسراء آية: 23] فيه معنى: إلا الله.
وأمثال هذه الآية كثيرة في القرآن، كقوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ} [سورة آل عمران آية: 64] ؛ فمن لم يوفق لمعرفة هذه الآيات، فلا حيلة فيه.
قال أبو جعفر بن جرير، رحمه الله تعالى، في تفسيره، في قوله: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [سورة لقمان آية: 20] على قراءة الإفراد، ذكر مجاهد عن ابن عباس: أنه فسرها بالإسلام; وقال مجاهد: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [سورة لقمان آية: 20] قال: "لا إله إلا الله، قال: وعن ابن عباس أيضا: أنها لا إله إلا الله".
وقوله: {ظَاهِرَةً} يقول: ظاهرة على الألسن قولا، وعلى الأبدان وجوارح الجسد عملا; قوله: {وَبَاطِنَةً} في القلوب اعتقادا ومعرفة.
وقوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً} [سورة الحج آية: 8] ، يقول تعالى ذكره: ومن الناس من يخاصم في توحيد الله، وإخلاص الطاعة والعبادة له بغير علم عنده بما يخاصم، {وَلا هُدًى} يقول: ولا بيان يبين به صحة ما يقول، {وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ} [سورة الحج آية: 8] ، يقول: ولا بتنْزيل من

الصفحة 532