كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 11)

وذلك أنه لما ظهر هذا الدين بنجد، وانتشر في البادية والحاضرة، طلبت نفسه السفر إلى بلاد الزبير، وفيها أناس كثير من أهل نجد قد أجلاهم عنه كراهة هذا الدين وعداوته، منهم محمد بن سلوم، جلا من سدير بسبب كراهة الإسلام والمسلمين، فاجتمع به وقرأ عليه، وأقام عنده مدة من السنين، فصار معظما عنده.
ثم إنه تردد إلى البصرة، واجتمع بابن سند وقرأ عليه، واتخذه له شيخا، وهو من أشد الناس عداوة لهذا الدين ومن دعا إليه، يصرح بسبهم وعداوتهم.
ثم إن عثمان بعد ذلك قدم الفرعة من بلد الوشم، فأخرجه أهلها من الصف الأول كراهة له، ولما كان عليه في تلك الحال التي ذكرنا، فهو حقيق بأن يمقت ويهان.
ثم إنه سكن سديرا في حال اختلاف أهل نجد، لما ابتلوا به من عساكر مصر، فصارت حالهم، وحال أهل الزبير والشمال واحدا، في الموالاة والمحبة، والإكرام، وصاروا يزوجونهم نساءهم، فصار فيهم قاضيا إلى أن ظهر ما كان يعتقده في أهل الإسلام، لكنه بين مصدق ومكذب؛ فمن كانت له غيرة في الدين، عرف حاله وكرهه، ومن لم يكن كذلك غره جهله.
فخذ الجواب عما وجدنا له في كتبه بخطه، فقد تضمنت ورقتة التي وجدناها له ثلاثة أمور:

الصفحة 534