كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 11)

فالجواب قبل ذكر الاعتراض، أن نقول: هذا الذي أنكره على شيخنا رحمه الله، هو الذي نطق به القرآن، كما قال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [سورة الممتحنة آية: 4] ؛ ونظائر هذه الآيات كثيرة في القرآن، فمن أنكر هذا القول فقد أنكر ما في الكتاب والسنة. إذا عرفت ذلك فإنه قال في الاعتراض: ظاهر هذا الكلام: أن النجاشي ملك الحبشة كافر، حيث لم يصرح بعداوة قومه من النصارى، وأيضا جعفر وأصحابه كفار، حيث لم يصرحوا بعداوة الحبشة، وكذلك مؤمن آل فرعون; فيا لله العجب ما أعمى عين الهوى عن الهدى! فنقول: تأمل كيف جعل ما تضمنه الكتاب والسنة عمى عن الهدى؟! وأما الجواب عن الاعتراض، فأقول: لقد عميت بصيرته عن فهم كلام شيخنا رحمه الله، فإنه رحمه الله أراد: أنه لا يستقيم إسلام أحد، حتى يصرح بعداوة المشركين وبغضهم، وهذا صريح كلامه ومراده رحمه الله، أن من لحق بالمشركين في بلادهم، وحصل لهم منه موادة ومداهنة، وموالاة فعل ذلك باختياره، أنه قد عرض نفسه

الصفحة 539