كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 11)

الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [سورة المائدة آية: 82-85] ، فأثبت لهم الإيمان في
الآية، فلهم أجران على الإيمان بنبيهم، والإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم. وأيضا: فإن قريشا لما بعثوا عمرو بن العاص إلى النجاشي، ليرد إليهم من هاجر إليه، فغضب غضبا شديدا، خاف عمرو أن يقع به، ورد هداياهم إليهم، وحضر جعفر وأصحابه رضي الله عنهم، فتكلم بالحق الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم كما هو مذكور في السير والتفسير. وقال لهم النجاشي، مخاطبا لجعفر وأصحابه: اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي، من سبكم غرم. فأظهروا دينهم، ووحدوا ربهم لا يمنعهم منه مانع، ولا يعارضهم معارض؛ فما حصل منهم لمن كان هناك من النصارى موالاة، ولا ركون إليهم، ولا شيء مما يكرهه الله; وإنما صاروا دعاة إلى الله، وصاروا سببا لإسلام من أسلم من الحبشة. فأين هذا ممن داهن وركن، وأظهر الموافقة للمشركين في شركهم، كحال المعترض؟ فإنه ينادي في رسائله بموادة أهل الشرك ومحبتهم، والثناء عليهم، وتعظيمهم بانتصابهم لمعاداة الإسلام، وأهله. فمثلك أيها المعترض، هو الذي عناه شيخنا; لأن من فعل هذا الفعل الذي فعلته، لم يكن مسلما، لمحبة الشرك

الصفحة 541