كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 11)

وأهله، وبغضه التوحيد وأهله؛ وهذا ينافي حقيقة الإسلام، نعوذ بالله من سوء الخاتمة. فأي فائدة حصلت له من الكتب التي جمعها، إذا كان حاله ما ترى وتسمع. وأما مؤمن آل فرعون، فقد قام على فرعون وملئه مقاما عظيما، فنصحهم وحذرهم، وأنذرهم وخوفهم عقاب الدنيا والآخرة، وأبدى وأعاد في نصحهم ودعوتهم، وقال: {يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ} [سورة غافر آية: 38] ؛ فأظهر لهم إيمانه، ودعاهم إليه؛ وقال تعالى: {فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا} [سورة غافر آية: 45] وقد قام على آل فرعون مقام أنبيائهم، فما داهن في دينه، ولا كتمه، بل أظهر المخالفة لفرعون وقومه، فما حصل منه إلا ما يحبه الله ويرضاه، ولهذا ذكره الله في كتابه وأثنى عليه. فأين هذا ممن قال للمشركين، الذين اتخذوا الأنداد، وجعلوهم شركاء لله في عبادته، فتقربوا إليهم بمدحهم وتعظيمهم، وتهنئتهم بعداوة الإسلام وأهله، فشرح لهم صدره وأحبهم، لما بدر منهم من نصرة الشرك وإنكار التوحيد؟!.
سارت مشرقة وسرت مغربا ... شتان بين مشرق ومغرب
المسألة الثالثة: قوله: ثانيا، من هم هؤلاء المشركون الذين يطلب عداوتهم، وهم يعمرون المدارس والمساجد، ويدعون بداعي الفلاح على
رؤوس المنابر، ما هذا العمى؟!

الصفحة 542