كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 11)

أحدها: أن المسلمين القائمين بهذا الدين بعد غربته ودروس معالمه، قد زعم أنهم أهل بدعة، كالخوارج الذين يكفرون بالذنوب، لاعتقاده أن ما يفعل عند القبور من عبادة الأموات، ليس بشرك يكفر فاعله، وأنهم وإن فعلوا ذلك فهم مجتهدون مخطئون، وأن أولئك الذين يقع فيهم مثل ذلك، هم الجماعة الذين وردت الأحاديث في وعيد من فارقهم، وساق الأحاديث الواردة في الخوارج، وفيمن فارق الجماعة.
وجعل هذه الطائفة الذين يأمرون بالتوحيد، ويدعون إليه، وينهون عن الشرك، ويقاتلون عليه، كالخوارج الذين يكفرون الصحابة، وأنهم فارقوا الجماعة، وذكر من كلام العلماء في رسالته كلاما يتناقض بقوله: إنهم لا يكفرون المعين ولم يفرق بين ... 1.
إن الكبائر على نوعين: نوع يكفر فاعله، كما ذكر العلماء في حكم المرتد، وذكر في الإقناع وغيره عن شيخ الإسلام ابن تيمية، أنه قال: من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم، ويتوكل عليهم، كفر إجماعا، انتهى.
وما ذكر العلماء سلفا وخلفا أن الشرك يسوغ فيه
__________
1 بياض بالأصل.

الصفحة 548