كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 11)

وبعد فالعلم أفضل مطلب ... وأحسن ما في كسبه العمر ينفق
ويخفق سعي الطالبين لغيره ... وسعي امرئ في كسبه ليس يخفق
ولا سيما علم الشريعة إنه ... من العلم مقصود إذا هو يطلق
فإن فنون العلم أجمع وصلة ... بهن إلى تحصيله يتسلق
هو المقصد المطلوب بالذات دونها ... ومن أجلها قد دونوها ودققوا
ولكنه صعب على من لنفسه ... مريح وللذات ليس يطلق
فمن خطب الحسناء وفَّى صداقها ... وما هي إلا بالمشيئة تصدق
وقد مر في بعض الأوقات، في مجلس من مجالس الإخوان - وفقهم الله للصالحات - ذكر علماء الوقت، الذين أعرضوا عن الحق، فباؤوا بالغضب والمقت، وما عارضوا به شيخنا محيي الدين، أبو الحسن محمد بن عبد الوهاب، نضر الله وجهه في جنته يوم المآب، حتى أظهره الله تعالى، ونفع بدعوته جميع من بلغته فعمل بها.
فانجر الكلام إلى ذكر عثمان بن سند، الكائن بالبصرة، فذكره بعض الإخوان، ومدحه بما له به شهرة; فقلت له: إنه اشتهر بالأشعار الخبيثة، ومدح الطريقة النقشبندية، ووضعها، ومدح الظلمة والفجار.
ومقامه مع أهل القباب، واللواط، وشرب الخمور، والأشرار، حاكم بمعرفة حاله; إذ بالولاء والبراء يكون الاعتبار؛ ومصنفه في مدح خالد الخبيث، الذي أحدث الطريقة، يطلعك على حاله بالحقيقة.

الصفحة 552