كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 11)

[عثمان بن منصور ابتلي بكراهة الدعوة الإسلامية]
وقال أيضا الشيخ عبد الرحمن بن حسن، قدس الله روحه، ونور ضريحه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فاعلم أيها الناظر إلى هذا التعليق: أن عثمان بن منصور، ابتلي بكراهة هذه الدعوة الإسلامية، التي قام بها شيخ الإسلام، محمد بن عبد الوهاب، مجدد الدين بعد اندراسه وذهابه، فأطنب في الكذب والزور والبهتان، على من تصدى لهذا الشأن العظيم، والخطب الجسيم؛ فحسيبه الله تعالى فيما قال فيه، مما هو ليس له بأهل. وكان يخفي أمره هذا، وربما ظهر لأناس من فلتات لسانه، ما يتبين من حاله بعد وفاته، وخطوطه ومؤلفاته.
وهو في الحقيقة إنما جنى على نفسه، فبنى ما زوره على أصلين فاسدين، ينقض أحدهما الآخر: الأول: أن هذه الأمة كلها صالحة، من أولها إلى آخرها، ليس فيها شرك ينافي التوحيد; فنذكر من حال الأمة ما يبين جهله وضلاله فيما زعمه. الثاني: أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله، كفّر الأمة، وليس فيها كافر; فنبين ما يبطل هذين الأصلين الضالين الباطلين، إن شاء الله تعالى.

الصفحة 554