كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 11)

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، كما افترقت اليهود والنصارى، وكلها في النار إلا واحدة؛ قال العماد بن كثير، رحمه الله تعالى: والحديث له طرق كثيرة، وكل هذا سيقع في الأمة، بخبر الصادق المصدوق، الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى.
وأول ما ظهر من البدع: بدعة الجهمية والمعتزلة، فأنكرها العلماء من الفقهاء، وأهل الحديث، وكفرهم أكثر أهل الحديث، حتى استخلف المأمون بن الرشيد، فعرب كتب اليونان. واستماله أهل البدع والضلال، من الجهمية والمعطلة، فامتحن أهل الحديث، وألزمهم أن يقولوا بخلق القرآن؛ فعظمت الفتنة، وظهرت، وامتحن الإمام أحمد رحمه الله، بالضرب بالسياط، في ولاية المعتصم والواثق.
قال العلامة ابن القيم، رحمه الله تعالى:
فلقد رأيتم ما جرى لأئمة الإسـ ... لام من محن على الأزمان
لا سيما لما استمالوا جاهلا ... ذا قدرة للناس مع سلطان
وسعوا إليه بكل إفك بين ... بل قاسموهم بأغلظ الأيمان
أن النصيحة قصدهمكنصيحة الشيـ ... طان حين خلا به الأبوان
فيرى عمائم ذات أذناب على ... تلك القشور طويلة الأردان
ويرى هيولا لا تهول لمبصر ... وتهول أعمى في ثياب جبان

الصفحة 556