كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 11)

المعروف: بأبي شامة، في كتابه "الباعث على إنكار البدع والحوادث": ومن هذا القسم: ما قد عم الابتلاء به، من تزيين الشيطان للعامة، من تخليق الحيطان والعمد، وسرج مواضع مخصوصة في كل بلد يحكي لهم حاك أنه رأى في منامه بها أحدا ممن شهر بالصلاح، والولاية، ويفعلون ذلك، ويحافظون عليه، مع تضييعهم فرائض الله وسننه، ويظنون أنهم متقربون بذلك.
ثم يتجاوزون ذلك إلى أن يعظم وقع تلك الأماكن في قلوبهم، فيعظمونها، ويرجون الشفاء لمرضاهم، وقضاء حوائجهم بالنذر لها، وهي من عيون وشجر وحائط وحجرة وفي مدينة دمشق من ذلك مواضع متعددة، كعوينة الحمى خارج باب توماء، والعمود المخلق خارج باب الصغير، والشجرة الملعونة في نفس قارعة الطريق، سهل الله قطعها، واجتثاثها من أصلها؛ فما أشبهها بذات أنواط الواردة في الحديث! انتهى.
فما حدث في هذه الأمة، من الأمور الشركية، هو الذي أنكره شيخنا رحمه الله، على أهل زمانه، لما استعظم، وعمت به البلوى؛ وكلام العلماء فيما حدث من ذلك كثير، فنذكر منه ما تحصل به الفائدة، ورد شبهات المشبهين، كهذا الذي نحن بصدد الرد عليه وأمثاله.

الصفحة 559