كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 11)

وما زال الشر يزيد بعد من ذكرت كلامه، إلى أن ظهر شيخ الإسلام ابن تيمية، فوجد الشرك والبدع قد طم وعم في الأمة، فرد على كل طائفة من المبتدعة: رد على الرافضة في مجلدات، فما أبقى لهم حجة، ولا شبهة إلا أبطلها، ورد على الفلاسفة في مجلد ضخم.
ورد على أهل الوحدة ابن عربي، ومن وافقه على بدعته، ورد على أهل المنطق اليونان; وذكر أن الصحيح منه موجود، في أصول الفقه، وأبطل باطله. ورد على ابن الأخنائى بمجلد.
ورد على من اعتقد في المشائخ أن لهم كرامات توجب الغلو فيهم، وتعظيمهم، كما في الرسالة السنية له. ورد على ابن البكري، وأبطل ما زخرفه من الشبهات، وما جوزه من الاستغاثة بالغائبين والأموات. ورد على أهل الحيل من فقهاء المتأخرين، وغير ذلك مما لا يمكن عده، من الكتب والرسائل. ولتلميذه العلامة ابن القيم مثل ذلك، وكذلك الحافظ محمد بن عبد الهادي؛ فأحيا الله بهم وبأصحابهم، ما درست آثاره من السنة في ذلك الوقت.
وحصل على شيخ الإسلام، من المحن من القضاة والولاة، ما هو مذكور في ترجمته رحمه الله تعالى، أعظم مما

الصفحة 560