كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 11)

كثير من الشيوخ، الذين لهم نصيب من الدين والزهد، والعبادة، لعدم علمهم بحقيقة الدين الذي بعث الله به رسله؛ طمعت فيهم الشياطين، حتى أوقعوهم فيما يخالف الكتاب والسنة.
وقد جرى لغير واحد من أصحابنا المشائخ، يستغيث بأحدهم أحد أصحابهم، فيرى الشيخ جاء في اليقظة، وإنما هو الشياطين تتمثل للذين يدعون غير الله، فالكافر للكافر، والفاجر للفاجر، والجاهل للجاهل، انتهى.
وقال أيضا - بعد كلام له سبق -: الوجه السادس: أن سؤال الميت والغائب، نبيا كان أو غيره، من المحرمات المنكرة باتفاق أئمة المسلمين، لم يأمر الله به ولا رسوله، ولا فعله أحد من الصحابة، ولا التابعين لهم بإحسان، ولا استحبه أحد من أئمة المسلمين؛ فإن أحدا منهم ما كان يقول - إذا نزلت به شدة، أو عرضت له حاجة - لميت: يا سيدي فلان أنا في حسبك، أو اقض حاجتي، كما يقوله هؤلاء المشركون، لمن يدعونهم من الموتى والغائبين.
ولا أحد من الصحابة استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته، ولا بغيره من الأنبياء، لا عند قبورهم، ولا إذا بعدوا عنها; بل ولا أقسموا بمخلوق على الله تعالى أصلا، ولا كانوا يقصدون الدعاء عند قبور الأنبياء، ولا عند غير قبور الأنبياء.

الصفحة 563