كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 11)

[سورة المؤمنون آية: 32] .
فمن لم يعرف هذا على الحقيقة، ويقبله ويدين الله به، فليس من الإسلام في شيء.
وهذا التوحيد توحيد الرسل، الذي أنكره داود، وأقره على إنكاره - وقبول الشرك المنافي له - عثمان بن منصور، في كتبه الموجودة بعد موته، ونصره نظما ونثرا، وأنكر على شيخنا قوله: {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [سورة المؤمنون آية: 32] ، {وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} [سورة الأنعام آية: 26] . والأصل - في خطأ هذين المذكورين، ومن تلقى عنهم شبهاتهم - إنما أخطؤوا في معنى لا إله إلا الله ; فلا ريب أن كل كلمة مستعملة في اللغة العربية، فالاستعمال يعبر بها عن مدلولها، وهو معناها الذي دلت عليه ووضعت له؛ ولا إله إلا الله خير الكلام، وأفضله، وتناولت الدين كله، ودلت عليه مطابقة وتضمنا والتزاما.
وتضمنت أمرين هما أساس الدين:
الأول: نفي الإلهية عن كل ما سوى الله تعالى نفيا عاما، وهي العبادة كما نطق به القرآن في مواضع كثيرة فـ "لا" هي أداة النفي، دخلت على المنفي بها، فانتفى إذا قاله الموحد.
الأمر الثاني: المستثنى بإلا وهو الله وحده دون كل ما سواه، من قبر أو وثن أو شجر، أو حجر أو غير ذلك، فلا يقصد بشيء من أنواع العبادة شيئا سوى الله تعالى وحده.
فدلت على هذين الأمرين مطابقة، وهو معنى قوله:

الصفحة 568