كتاب صحيح ابن حبان - محققا (اسم الجزء: 11)

هَذَا؟، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَقْتُلُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ» ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ " (¬1) . [3: 9]
¬__________
(¬1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير يزيد -وهو ابنُ خالد بن يزيد بن موهب- فقد روى له أصحاب السُّنن، وهو ثقة.
وأخرجه أحمد 3/350، وأبو يعلى (2265) من طرق عن الليث، بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في " المجمع " 9/303 وقال: رواه أبو يعلى وأحمد، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وفي الباب عن علي عند مسلم (2494) ، والبخاري (3007) و (3081) و (3983) و (4274) و (4890) و (6259) و (6939) ، وأبي داود (2650) و (2651) ، والترمذي (3302) ، والحميدي (49) ، وأحمد 1/79، والطبري 28/58، وأبى يعلى (394) و (395) و (396) و (397) و (398) .
وعن عمر عند الحاكم 4/77 والبزار (2695) .
وعن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه حاطب عند الطبراني في " الكبير " (3066) ، والحاكم 3/301-302.
وقوله "اعملوا ما شئتم "، زاد البخاري وغيره من حديث علي " فقد غفرت لكم ": قال القرطبي المحدّث، فيما نقله عنه الحافظ في " الفتح " 8/503-504: وقد ظهر لي أن هذا الخطاب خطابُ إكرام وتشريف تضمن أن هؤلاء حصلت لهم حالةٌ غفرت بها ذنوبُهم السالفة، وتأهَّلوا أن يُغفر لهم ما يُستأنف من الذنوب اللاحقة، ولا يلزمُ من وجود الصلاحية للشيء وقوعُه، وقد أظهر الله صدقَ رسولِه في كل من أخبر عنه بشيء من ذلك، فإنهم لم يزالوا على أعمال أهل الجنة إلى أن فارقوا الدنيا، ولو قد صدر شيءٌ من أحدهم، لبادر إلى التوبة، ولازم الطريقَ المثلى، ويعلم ذلك من أحوالهم بالقطع من اطلع على سيرهم.
قال الحافظ: ويحتمل أن يكونَ المرادُ بقوله " فقد غفرت لكم " أي: =

الصفحة 122