كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 11)

ما قرره القرآن الكريم، قبل أكثر من 1400 عام خلت وهو قوله تعالى: إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً (2) (الإنسان: 2).
أما هذه النطفة الأمشاج فإنها تتكون من الخليط الحاصل بين نطفتي الرجل والمرأة بعد تلاقحهما، فتتكون هذه النطفة التي منها يبدأ تكون الجنين ليكون فيما بعد هذا الكائن البشري العجيب.
كما وأثبت في نهاية القرن العشرين أن ملايين الحيوانات الذكرية المنوية تتسابق فيما بينها لتلقح البيضة الأنثوية (400 مليون حيوان منوي في 5، 3 مليمتر مكعب فقط) تقطع فيه هذه الحيوانات الدقيقة ثلث متر في الساعة، وهذه السرعة الكبيرة تحتاج إلى طاقة كبيرة، الأمر الموجود في هذا الذيل الطويل الذي يمتلكه الحيوان المنوي، ففيه طاقة عظيمة بالنسبة لحجمه. وفي رأسه إنزيم يستطيع إذابة السدادة المخاطية التي تسد عنق الرحم أحيانا لتفتح الطريق أمام النطف الأخرى لتعبر إلى الرحم، وفي النهاية لا يصل إلى نهاية المطاف بعد هذا الماراتون الطويل إلا حيوان منوي واحد هو الأقوى والأفضل ليخترق البويضة ويلقحها بعد أن يذيب رأسه جميع الحواجز الموجودة في غشاءها - حجابها - بواسطة إنزيم خاص مكونا النطفة الأمشاج تلك، وهذا هو ناموس اللّه تعالى وقانونه المرأة - البويضة هنا - لا تفتح بابها ولا تنزع حجابها إلا لرجل واحد - هذا الحيوان المنوي الأفضل من بين تلك الملايين - وليست المرأة عرضة لكل الرجال، فهل من معتبر؟.

الصفحة 10