كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 11)
والسلالة لغة هي الخلاصة أو الزبدة، بينما الماء المهين هو ماء الرجل التي منه تتكون سلالات الناس - أي بتعريف اليوم شجرة العائلة - فالإنسان ذكرا أو أنثى يعود نسبه إلى أبيه دون أمه.
بينما نجد أن تفصيل اصطفاء الإنسان من حيوان منوي واحد دون بقية الملايين التي تموت وتندثر عبر عنه الذي لا ينطق من هوى نفسه، بل هو وحي من عند خالق الأشياء كلها، بقوله صلى اللّه عليه وسلم: (ما من كل الماء يكون الولد)، رواه مسلم. فسبحانه ما أعظم قرآنه وسنة رسوله المصطفى من بين كل تلك الاصطفاءات صلى اللّه عليه وسلم.
تحديد جنس الجنين:
لقد كان يعتقد إلى وقت قريب أن المرأة هي المسئولة عن تحديد جنس الجنين، وأن النساء اللواتي لا ينجبن الذكور منبوذات محتقرات هن وبناتهن، وهذا الأمر كان عند العرب وغيرهم من الشعوب، بل وحتى في أيامنا هذه لا تخلو من تلك المشاهد التي عبر القرآن الكريم:
وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وهُوَ كَظِيمٌ (58)، (النحل: 58).
ويشاء اللّه تعالى أن يتوصل العلماء في القرن العشرين الميلادي إلى حقيقة مفادها أن الرجل هو المسئول الأول عن تحديد جنس الجنين من الناحية التشريحية، وفي هذا تفصيل كبير نوجزه بما يلي:
أن نطفة الرجل صنفان، الأول يحتوي على 22 كروموسوم جسمي وكروموسوم واحد جنسي من نوع ( X)، بينما الصنف الآخر من نطف الرجل فيحتوي على 22 كروموسوم جسمي وكروموسوم واحد جنسي من نوع ( y). أما بويضة المرأة فهي صنف واحد لا يتغير فهي تحتوي على 22 كروموسوم جسمي وكروموسوم واحد فقط جنسي من نوع ( X) ولا وجود للنوع الثاني فيها.
الصفحة 12
117