كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 11)
أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى (37) ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ والْأُنْثى (39) أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى (40)، (القيامة: 36 - 40).
ففي الآية الأولى ذكر أن الجنسين يتحددان من النطفة الذكرية فهي التي تمنى، وفي الآية الثانية توضيح أنه من مني الذكر - فالهاء في منه تعود على مني الذكر - يكون الجنسين الذكر والأنثى، فسبحان اللّه.
مرحلة العلقة:
بعد مرحلة النطفة تأتي مرحلة العلقة، فبعد الإخصاب تنتقل النطفة الأمشاج من المبيض عبر قناة الرحم حتى تصل الرحم نفسه، وذلك عبر الأهداب المتواجدة في قناة الرحم والتي تدفعها مع تقلصات القناة دفعا رقيقا لطيفا لا عجلة فيه ولا قوة محفوفا بالعناية الإلهية لتقطع هذه البويضة المخصبة مسافة 15 سم في بضعة أيام.
وخلال هذه الفترة تنقسم البويضة إلى خليتين ثم إلى أربعة وهكذا، حتى تغدو كتلة مستديرة من الخلايا على شكل ثمرة توت لتسمى عندها بالتوتة ( Morula)، وهي عبارة عن مجموعة كبيرة من الانقسامات الخلوية، ورغم هذه الانقسامات العديدة إلا أن حجمها لا يزيد ولو زاد حجمها تبعا لتلك الانقسامات لما تمكنت من عبور قناة الرحم.
ثم بعد تقدم التوتة إلى الرحم يمتلئ جوفها بسائل لتتحول إلى ما يعرف عند العلماء بالكرة الجرثومية ( Blastula)، وتمضي هذه الكرة في الرحم عدة أيام تتحسس لها مكانا داخل الرحم لتستقر فيه وهو الجدار الخلفي للرحم، ثم تنزع هذه الكرة ( Blastula) غشاءها الخارجي في لحظة واحدة وتطلق خمائر خاصة أودعت من قبل الباري عز وجل في تلك اللحظة تذيب بها خلايا الغشاء الداخلي للبطانة الداخلي للبطانة الداخلية لجدار الرحم عند موضع الملامسة، وتقوم بامتصاص ما دمر من الخلايا التي أفرزت عليها هذه الخمائر من جدار الرحم وتستخدمه كغذاء، لتتعلق في النهاية بجدار الرحم بواسطة زغابات تنغرز في هذا الموضع، فيكون أدق وصف يمكن أن يطلق عليها هو (العلقة)، أي المتعلقة بجدار الرحم فهي إذن علقة. ثم تنشأ المشيمة التي تتحول فيما بعد إلى الحبل السري الذي يزود الجنين بالغذاء والأوكسجين ومتطلبات المناعة والوقاية ضد الأمراض ويطرد عبره المخلفات الضارة والزائدة فيكون الجنين عندها وفي تلك المرحلة
الصفحة 14
117