كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 11)

أول سورة أنزلت من القرآن هي سورة العلق، وهي تذكر للإنسان أنه أصل خلقه عبارة عن علقة: اقْرَا بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ (2) (العلق).
ثم يفصل القرآن كل تفاصيل خلق الإنسان من المراحل سابقة الذكر وما سيأتي تفصيله بشكل عجيب مجيبا وبسطور قلائل لكل شاك ومعاند ومكذب وكافر بالبعث والخلق، فاسمع إلى قوله تعالى:
يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ ونُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ومِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى ومِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ ورَبَتْ وأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5)، (الحج: 5) ... فما أعظم القرآن وما أعجزه.
مرحلة غيضان الأرحام:
تأتي بعد مرحلتي النطفة والعلقة سابقتي الذكر، مرحلة غيضان الرحم وزيادة حجمه ووزن الجنين، وكل ذلك بحساب ومقدار ثابت يقدره رب العزة جل وعلا وحسب حالة الأم وجنينها، فكيف ذاك؟.
بعد اليوم الثالث من العلوق للكرة الجرثومية في الجدار الخلفي للرحم وكما أسلفنا، تبدأ عملية الغيضان لهذه الكرة فتمطر هذه الكرة وتصبح محاطة ببرك من الدم من كل جانب، فتسد الفتحة التي تعلقت بها هذه الكرة في جدار الرحم بجلطة دموية - أي تخثر دموي يسدها - ثم بخلايا طلائية خاصة. ثم تبدأ الزيادات الحجمية والوزنية المقدرة من قبل خالقها كما أسلفنا بشكل لا يؤذي الجنين ويجعل الأم على أقل قدر ممكن من الألم، إذ لو عرضت الأم لكل الآلام المرافقة لعمليات الزيادات هذه لكان الناتج مرعبا، ولكن اللّه تعالى يخفف عليها الأمر، وتكون النتيجة أن يوصى الإنسان بأمه التي حملته وهنا على وهن.
هذه العمليات الغيضية والزيادات الحجمية والوزنية التي اكتشفت حديثا ذكرها اللّه تعالى في قرآنه المعجز بكلمات:

الصفحة 17