كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 11)
دور الرحم:
كل المراحل السابقة، وكل تلك التحولات والزيادات الوزنية والحجمية من ميلمترات إلى كيلوغرامات ما كان لها أن تكون لو لا هذا المكان العجيب، الرحم، الذي يحتضن هذا الكائن الضعيف، فيكون له المأوى والملجأ، يعطيه الغذاء، يكسيه ويحميه من كل المتغيرات والطوارئ، فهو فعلا مستقر محمي ومكين.
هذا الرحم يحتضن الجنين ويدفع عنه كل مكروه، كل ذلك يحدث والأم تعاني ما تعاني من آلام وتغيرات فسيولوجية وبيولوجية وسايكولوجية عديدة تجعلها هي الأخرى واهنة تعبة ولو لا القوة الرحمانية التي يزودها بها اللّه تعالى لما استطاعت أن تتجرع كل تلك المعاناة.
دور الرحم ووَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي ولِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) (لقمان: 14).
وهذا العرين المكين عبر عنه القرآن الكريم بكلمتين بليغتين هما في قوله تعالى: ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ (13) (المؤمنون: 13).
والقرار هو المستقر والمسكن والمأوى، وأما المكين فيعني المكان الحصين المستمكنة
الصفحة 25
117