كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 11)

تحصيناته، وهو فعلا كذلك. فهذا الرحم يكون شكله بشكل هرم مقلوب قاعدته في الأعلى وقمته في الأسفل مع انحناءة بسيطة، تحيط به أربطة تشده من كل الجوانب للحفاظ على ترابطه ولمنع انقلابه وإزاحته، ويساند هذه الأربطة عضلات الحوض والبطن والرجلين والظهر، فيغدو الرحم كأنه جسر معلق مرن، له قابلية الحركة والتمدد دون انقلابه. ولو قدر لهذا الرحم أن ينقلب إلى الخلف في الحالات الاعتيادية - دون حمل - لسد الطريق أمام الحيوانات المنوية المتجهة نحو المبيض ولغدت المرأة عقيما، ولو أنه انقلب إلى الأمام لقتل الجنين في حالة الحمل، وتحميه عضلات البطن والعمود الفقري من جميع أنواع الإجهادات، والسائل الأمنيوسي من الصدمات، فهذا الرحم مسخر لحمايته وفي خدمته جميع أعضاء الجسم، كيف لا وهو يحمل أعز وأكرم مخلوق.
الأغشية الثلاث المظلمة الواقية الحافظة كما اكتشف العلماء أن هذا الرحم يحاط بأغشية ثلاث تمنع عنه المؤثرات الخارجية والضوء والحرارة، هذه الأغشية هي على التوالي:
1. الغشاء الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين من كل جوانبه ويمنع عنه الصدمات.
2. الغشاء المشيمي.
3. الغشاء الساقط الذي يسقط بعد الولادة او الإجهاض.

الصفحة 26