كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 11)
الكتاب الحادي عشر: الوراثة والاستنساخ
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
مقدمة
الحمد للّه رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل وأشرف رسله وأنبيائه سيدنا محمد صلى اللّه عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد. فهذا هو لقاؤنا الحادي عشر معكم في سلسلتنا (ومضات إعجازية)، وسنتكلم في كتابنا هذا عن السبق القرآني والنبوي في مجال طبي ثان مهم وتخصصي وهو علوم الأجنة والوراثة.
احتوى القرآن الكريم عن سبق علمي في ما اكتشفه علماء الطب والأجنة في عصرنا هذا، كما وأخرج أهل السنن ومنهم الشيخان أحاديث كثيرة في هذا الموضوع. فقد أخرج البخاري (بدء الخلق 2969) عن زيد بن وهب قال عبد اللّه حدّثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو الصّادق المصدوق قال: (إنّ أحدكم يجمع خلقه في بطن أمّه أربعين يوما ثمّ يكون علقة مثل ذلك ثمّ يكون مضغة مثل ذلك ثمّ يبعث اللّه ملكا فيؤمر بأربع كلمات ويقال له اكتب عمله ورزقه وأجله وشقيّ أو سعيد ثمّ ينفخ فيه الرّوح فإنّ الرّجل منكم ليعمل حتّى ما يكون بينه وبين الجنّة إلّا ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النّار ويعمل حتّى ما يكون بينه وبين النّار إلّا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنّة).
كتب الكثير في هذا المجال وألفت كتب كثيرة من كتاب غربيين أو مسلمين من أهمها كتاب العالم الكندي الأشهر في علم الأجنة كيث إيل مور ( keith E .Moor) - نمو الإنسان -، وقد صدرت طبعته الثالثة متضمنة ملحقا إسلاميّا اعترافا له بالحقيقة العلمية الموجودة في قرآننا وسنة نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم. كما ألفت كتب وبحوث ومقالات كثيرة أخرى مثل كتب الزنداني، وكذلك يعتبر كتاب «مطابقة علم الأجنة لما في القرآن والسنة» للدكتور ناطق محمد جواد النعيمي من الكتب القيمة في هذا المجال ومقالات الدكتور عبد المحسن صالح وغيرها الكثير من المؤلفات والمؤتمرات والبحوث وبرامج الحاسوب ..
ولقد كان لبحوث الهندسة الوراثية المنشورة من قبل أساتذة متخصصين وذي شأن رفيع عالميا أمثال الدكتور الكندي كيث ايل مور وغيره الأثر الكبير في توضيح عظمة الإعجاز
الصفحة 3
117