كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 11)

الفصل الثاني الهندسة الوراثية والاستنساخ البشري
مقدمة
حصلت عبر التاريخ ومنذ مبعث الأنبياء عليهم الصلاة والتسليم محاولات إلحادية عديدة لإلغاء وجود الخالق أو تحييد أو تشويه أو تحريف دوره تبارك وتعالى علوا كبيرا عما يصفون. وقد أخذت هذه الأساليب أشكالا وأنماطا عديدة فكرية أو فلسفية تارة، وسياسية تارة، ومصلحية ضيقة تارة أخرى كما حصل في حالات الزنادقة والملاحدة واللادينيين الوجوديين والعلمانيين، وأخيرا برز النوع الذي ينتمي للمدرسة العلمية أو يحسب عليها كما هو الحال في الداروينية «1»، إذ بدأ ومنذ قرنين ونيف من الزمان يبرز للسطح مصطلحا يتعلق بأصل الكائنات الحية وتطورها، أو ما يعرف في الأوساط العلمية بنظرية الخلق والتطور للأنواع ( Evolution) وصاحبها تشارلز داروين (صاحب كتاب أصل الأنواع)، والتي أحدثت ضجة كبيرة في الوسط العلمي خصوصا بعد أن استغلها أصحاب الأغراض الفكرية المنحرفة واعتقدوا أنها ملاذهم في النيل من الأديان ومن ثم إلغاء دور الخالق العظيم جل وعلا، فوجدوا فيها ضالتهم المنشودة واعتقدوا أنهم تمكنوا من أهل الحق. ثم تبع ذلك وخلال فترات متفاوتة بروز من يقول بإمكانية لعب دور الخالق مستغلين التطور الحاصل في علوم الحياة والوراثة والجينات أو ما يعرف بالهندسة الوراثية وما تبعه من فك رموز الشفرة الوراثية والاستنساخ لصالح مشروعهم الفكري الخبيث.
تقول العالمة الفرنسية (بريجيت بواسوليه) التي ادعت بقيامها باستنساخ جنين عام 2003 م محدثة بسبب ذلك ضجة كبرى في العالم: ( I create Life) أي أنا خلقت حياة، ثم ما لبث أن تبين كذبها على العلم والعلماء. بينما يقول عالم آخر متسائلا:
لما ذا يكون المسيح فقط نبيا، وأنا غير ذلك، فقد أحييت ميتا؟ ..
______________________________
(1) لمعرفة الداروينية وتأريخها أنظر الملحق رقم (1).

الصفحة 33