كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 11)

وقبل أن نلج في كيفية رد حججهم الواهية علينا أولا أن نفهم الأشياء ونعرفها بشكل واضح جلي لا لبس فيه، لأن هؤلاء القوم يعمدون دائما للتدليس والتلبيس في أساليبهم الملتوية. من هنا علينا تعريف مصطلحات أساسية كالهندسة الوراثية والحامض النووي والجينوم والاستنساخ وما يتعلق بها من علوم.
ترى ما الاستنساخ؟، ما تعريفه؟، ما حقيقته العلمية؟، ما مقدار الدقة فيما يقال وينقل؟، وهل نستطيع حقا استنساخ بشر؟ .. لا شك أن ما من أحد من الأخوة القراء ومعهم كل البشر في عالم اليوم إلا ويريد أن يفهم ما الذي يحدث في حقيقة أمر هذه الصيحة الجديدة التي قلبت الأفكار وغيرت المفاهيم والاعتقادات عند الكثير من الناس ..
هل هو ضرب من الخيال؟، أم هو السحر والشعوذة؟، أم حقيقة علمية ستغير مجرى مسيرة البشر على أرضنا هذه .. في هذه الفصل والذي يليه سنحاول أن نعرض المسألة بكل تفاصيلها اللغوية، العقائدية، السياسية، الفكرية، التقنية، والمادية.
لكي نجيب علينا أن نتحرى الدقة العلمية ونتبع الأسلوب البحثي العلمي الرصين بكل موضوعية وتجرد كي لا نبخس الناس أشياءهم، لأن هذا ما أمرنا اللّه تعالى به ولو على حساب نظرتنا للآخرين، إذ يأمرنا اللّه تعالى بقوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ ولا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى واتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (8)، (المائدة: 8)، أي لا يمنعكم قناعتكم بقوم معينين من أن تكونوا عادلين في الحكم. ومن مقتضيات العلمية والموضوعية، بل والعدل في الحكم أن نفهم أولا حقيقة الأشياء.
1. الاستنساخ:
لغة واصطلاحا:
بداية نضع كلمة الاستنساخ قبل تعريفها لغة واصطلاحا في اللغة، أمام ما ورد في كتاب اللّه منها فهو الطريق لكل بداية صحيحة، فنجد أن عدد الآيات التي وردت فيها الكلمة أو مرادفاتها أربع آيات فقط، إذ جاءت في قوله تعالى:
* ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَاتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)، (البقرة: 106) .. ولَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْواحَ وفِي

الصفحة 34