كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 11)

به وأداله والشيء ينسخ الشيء نسخا أي يزيله ويكون مكانه. قال الليث النسخ أن تزايل أمرا كان من قبل يعمل به ثم تنسخه بحادث غيره. وقال الفراء النسخ أن تعمل بالآية ثم تنزل آية أخرى فتعمل بها وتترك الأولى، والأشياء تتناسخ أي تتداول فيكون بعضها مكان بعض كالدول والملك، وفي الحديث «لم تكن نبوة إلا تناسخت»، أي تحولت من حال إلى حال يعني أمر الأمة وتغاير أحوالها، والعرب تقول نسخت الشمس الظل، وانتسخته أزالته والمعنى أذهبت الظل وحلت محله، قال العجاج
إذا الأعادي حسبونا نخنخوا ... بالحدر والقبض الذي لا ينسخ

أي لا يحول. ونسخت الريح آثار الديار غيرتها والنسخة بالضم أصل المنتسخ منه، والتناسخ في الفرائض والميراث أن تموت ورثة بعد ورثة وأصل الميراث قائم لم يقسم وكذلك تناسخ الأزمنة والقرن بعد القرن).
وفي تفسير البيضاوي (5/ 173): (إنا كنا نستنسخ أي نستكتب الملائكة ما كنتم تعملون أعمالكم فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته).
والخلاصة أن النسخ إما إبدال شيء مكان شيء بعد إزالة الأول، وإما نقل الشيء وتحويله مع بقاءه في نفسه، وهو أصح التراجم الذي يعطي المعنى التفسيري لهذه العملية.
أما في الاصطلاح فكلمة الاستنساخ هي الكلمة العربية التي وضعت لتقابل كلمة Cloning باللغة الإنجليزية، وهي مأخوذة من clone ومعناها الواحد من مجموعة الأحياء التي أنتجت من غير تلقيح جنسي، وأصل الكلمة من كلمة Klon اليونانية والتي تعني البرعم الوليد تشتق مادته - لغة: من نسخ، يقال: نسخ الكتاب: نقله وكتبه حرفا بحرف، واستنسخ الشيء: طلب نسخه، واصطلاحا: انه توليد كائن حي أو أكثر إما بنقل النواة من خلية جسدية إلى بيضة منزوعة النواة وإما بتشطير بيضة مخصبة في مرحلة تسبق تمايز الأنسجة والأعضاء. فالاستنساخ كمصطلح هو تكون كائن حي بنسخة مطابقة للأصل الذي جاء منه من حيث الخصائص الوراثية والتركيبية والشكلية، وهو توالد لا جنسي لا يحدث فيه إخصاب لبيضة الأنثى بنطفة الذكر، والخلية في هذا النوع من التوالد اللاجنسي تكون جنين الجنس المعين ومن ثم الفرد البالغ دون مشاركة الذكر.

الصفحة 37