كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 11)

ضلع سيدنا آدم عليه السلام، وكان وسيستمر التناسل البشري حتى يرث اللّه الأرض ومن عليها .. فسبحان من لم يترك في كونه المقروء صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.
مقارنة سريعة بين التكاثر الطبيعي وأسلوب الاستنساخ:
إذا أردنا معرفة ماهية الاستنساخ توجب أولا أن نضعه في مقارنة مع ما يحدث في عملية نشأة المخلوق البشري فيظهر لنا اختلاف طبيعته. فالمخلوق البشري ينشأ كما هو معلوم من اجتماع نطفتين اثنتين تشتمل نواة كل منهما على عدد من الكرموسومات يبلغ نصف عدد الصبغيات التي في الخلايا الجسدية للإنسان، فإذا اتحدت نطفة الزوج التي تسمى الحيوان المنوي بنطفة الزوجة التي تسمى البويضة تحولتا معا إلى نطفة لقيحة وتشتمل على حقيبة وراثية كاملة فإذا انغرست في رحم الزوجة تنامت وتكاملت وولدت مخلوقا مكتملا وهي تتضاعف فتصير خليتين متماثلتين فاربعا فثمانية ثم تواصل تضاعفها حتى تبلغ مرحلة تبدأ عندها بالتمايز والتخصص فإذا انشطرت احدى خلايا اللقيحة في مرحلة ما قبل التمايز إلى شطرين متماثلين تولد منهما توأمان متماثلان (التوائم).
أما في حالة اجراء فصل اصطناعي لأمثال هذه اللقائح فيمكن أن تولد منها توائم مماثلة وهو ما يعرف بالاستنساخ لأنه يولد نسخا أو نسائل متماثلة.
وثمة طريقة أخرى لاستنساخ مخلوق كامل تقوم على أخذ الحقيبة الوراثية الكاملة على شكل نواة من خلية من الخلايا الجسدية وايداعها في خلية بيضة منزوعة النواة فتتألف بذلك لقيحة تشتمل على حقيبة وراثية كاملة تمتلك طاقة التكاثر فإذا غرست في رحم الأم تنامت وتكاملت وولدت مخلوقا متكاملا وهذا النمط من الاستنساخ يعرف باسم «النقل النووي» ومن أمثلته استنساخ النعجة «دوللي» وهو ما سنوضحه لاحقا، على أن هذا المخلوق الجديد ليس نسخة طبق الأصل لأن بيضة الأم المنزوعة النواة تظل مشتملة على بقايا نووية في الجزء الذي يحيط بالنواة المنزوعة ولهذه البقايا أثر ملحوظ في تحرير الصفات التي ورثت من الخلية الجسدية.
وهناك فرق كبير بين «التكاثر» «و الاستنساخ» يتعارض مع ما يظهر من الوهلة الأولى من تشابه في الكلمتين فلكل منهما دلالاته سواء في طبيعته أو نشأته، ففي طريقة التكاثر يكون الكائن المتكون بها يحمل من حيث الجملة بعض الصفات الخاصة بالأب

الصفحة 58