كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 11)

ففي مثال بسيط للاستنساخ النباتي يظهر عالم الهيدرا وهو كائن بين النبات والحيوان تخرج النسخ عن طريق البراعم التي تنمو إلى كائنات مطابقة له حتى لو تم تقطيع الأصل إربا. وكذلك عن طريق الفسائل التي يخرج منها النبات مطابقا لأصله ويظهر أيضا في الدرنات التي تتحول إلى نبات كامل. وهناك طرق قديمة عرفها الإنسان عبر العصور بالتجربة ومنها أن يؤخذ من لحاء حي من شجرة رقعة قدر الظفر فيه برعم ثم تلصق على عصيّة غصن من شجرة أخرى من نفس الفصيلة بعد نزع اللحاء عن العصية وتربط ربطا محكما وبعد أيام يبدأ هذا البرعم في النمو، حتى يكون شجرة وتكون من نفس نوع الشجرة المأخوذ منها البرعم وبعد ذلك تقطع الشجرة الأولى من فوق البرعم ويمكن استخدام هذه الطريقة المعروفة لقلب شجرة السفرجل مثلا إلى تفاح أو غيره. وأما الطرق الأخرى فمنها أن يؤخذ غصن من التين أو الرمان مثلا ثم يدفن في تربة زراعية رطبة ويترك طرفه الأعلى بارزا ويتابع بالسقيا فيبدأ بالنمو حتى يكون شجرا مثل أصله تماما وقد طورت هذه الطرق حتى أصبحت ذات مردود مالي اقتصادي له نتائجه الباهرة. وتلك الأمثلة تدخل في عبارة الاستنساخ فهي تؤخذ من جسم حي ثم يوضع في بيئة مناسبة من حيث الرطوبة والحرارة والغذاء المناسب حتى يبدأ ذلك الجسم الحي بالنمو فيصبح مثل الأصل تماما.
وعلى هذا الأساس يكون هذا النوع من الاستنساخ مشتق من نوع طبيعي موجود أصلا من الخالق تبارك وتعالى، فتقليده لأغراض فائدة البشر وتطوير حاصل الإنتاج مباح بل ومطلوب، واللّه أعلم.
الاستنساخ الدرائي أو الأعضائي:
يعتبر أحد أنواع الأساليب التي تم أخذها عن طريق الاستفادة من الأساليب الطبيعية في الاستنساخ كالنباتي، أو المستجدة كالحيواني الذي سنوضحه في النقطة التالية. وعموما فإنه يستفاد منه غالبا في الحالات المستعصية طبيا لغرض تطوير أو استبدال عضو غير فعال عند المرضى.
الاستنساخ الحيواني:
ترجع بداية نشأة عمليات الاستنساخ إلى عام 1950 م في محاولة لحفظ السائل المنوي بغرض استخدامه في التجارب العلمية لتخصيب بويضات مختارة لانتاج أجنة بمواصفات معينة وقد تم حفظ السائل المنوي بنجاح عند درجة 79 درجة تحت الصفر وفي عام 1952 كانت أول عملية ناجحة للاستنساخ في الحيوان

الصفحة 60